طرابلس، ليبيا (CNN) -- قالت وزارة الخارجية الليبية إنها "تقوم بجهود" لإطلاق سراح الدبلوماسيين المصريين المختطفين في ليبيا، ولكنها أكدت في الوقت نفسه متابعتها "باهتمام شديد" لقضية توقيف من وصفته بـ"المواطن شعبان هدية" خلال وجوده في مصر، لتنشغل الأوساط المتابعة للقضية بالبحث عن خلفيات هدية، الذي كان من طلاب الداعية اليمني مقبل الوادعي.
وقالت الخارجية الليبية الأحد، إنها "تتابع باهتمام شديد حادثة اعتقال المواطن الليبي شعبان هدية من قبل السلطات المصرية،" مضيفة أنها "على اتصال مستمر مع الجانب المصري لمعرفة ظروف اعتقال المواطن الليبي -- الخارجية الليبية، بما يضمن إطلاق سراحه في أسرع وقت ممكن في ظل العلاقات المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين."
وأشار بيان الوزارة إلى أن رئيس الوزراء الليبي، علي زيدان، "أجرى أكثر من أربعة اتصالات هاتفية مع نظيره المصري بهذا الخصوص،" بينما اتصل وزير الخارجية محمد عبدالعزيز بنظيره المصري حول نفس الموضوع، ودعت الوزارة في بيانها إلى "إفساح المجال للقنوات الدبلوماسية للقيام بدورها ومعالجة الموضوع ، والتأكيد على أن السلطات الليبية المختصة تقوم بجهود كبيرة لإطلاق سراح الدبلوماسيين المصريين -- الخارجية الليبية المختطفين في ليبيا."
من جانبه، كان وزير العدل الليبي، صلاح المرغني، أكثر وضوحا إذ قال إن الحكومة "مستمرة في اتصالاتها وعلى كافة المستويات مع الحكومة المصرية للإفراج عن رئيس غرفة عمليات ثوار ليبيا، شعبان هدية،" قائلا إن الأخير "مواطن ليبي له حقوق على الدولة ويشغل مكانة هامة لدى الثوار."
ويشغل هدية منصب رئيس ما يسمى بـ"غرفة عمليات ثوار ليبيا" وسبق له أن قاد خلال المواجهات مع نظام العقيد معمر القذافي ما يعرف بـ"المجلس العسكري بالزاوية" ويقول هدية عن نفسه إنه يحمل شهادة في اللغة العربية، ويعمل في "الأعمال الحرة" وقد تعرض للسجن والتوقيف أكثر من عشر مرات اعتبارا من عام 1989.
ويضيف هدية، المعروف بلقب "أبوعبيدة الزاوي" في مقابلة معه عرضتها مواقع دأبت على نشر بيانات وأخبار للتنظيمات المتشددة، أنه خرج عام 1993 إلى اليمن للدراسة الشرعية، وظل فيها قرابة عشر سنوات وعملت مدرسا في نفس المعهد الذي درس فيه وقام بكتابة بعض الكتب وتحقيق أخرى.
أما الشيخ الذي أشرف على تعليمه فهو الشيخ مقبل الوادعي الذي لازمه حتى وفاته، قبل أن يعود بعد ذلك إلى ليبيا، في إشارة إلى الداعية اليمني الذي أسس في قرية "دماج" اليمنية مركزا للدعوة السلفية تحول مع الوقت إلى مقصد لمئات السلفيين من اليمن وخارجها، قبل أن يشتبك طلابه في مواجهات دامية مع الحوثيين بصعدة استمرت لأشهر.
وسبق لصحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة من لندن أن أشارت إلى أن "غرفة عمليات ثوار ليبيا" كانت الجهة التي أعلنت في أول الأمر تبنيها لاختطاف زيدان في اكتوبر/تشرين الأول الماضي، قبل أن تتراجع وتنفي مسؤوليتها عن العملية، مضيفة أن هدية "يتحكم في قوة تقدر ببضعة آلاف من المسلحين وتسيطر على كافة مداخل ومخارج العاصمة طرابلس."
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها آنذاك إن هدية هو نائب نزيه الرقيعي، "أبو أنس الليبي" الذي ألقت قوات أمريكية القبض عليه أمام منزله في قلب العاصمة طرابلس بدعوى تورطه في عمليات إرهابية ضد المصالح الأميركية وارتباطه بتنظيم القاعدة، الأمر الذي لا يمكن لـCNN بالعربية التأكد من صحته بشكل مستقل.