هذا المقال بقلم ريتشارد ويكي، مدير معهد غلوبال اتيتيود، ويعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— في الوقت الذي يرى فيه عدد من الخبراء والمحللين العسكريين ازدياد النفوذ والشعبية لتنظيم القاعدة في عدد من المناطق وخصوصا تلك الجماعات المنبثقة عنها مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، نرى أن حالة التعاطف الشعبي مع مثل هذه الجماعات بدأ بالانحسار.
بحسب الدراسات فإن تطبيق نسخة مشوهة للشريعة الإسلامية من قبل أمراء القاعدة وبالأخص في العراق وسوريا، يؤدي إلى دفع الأشخاص بعيدا عن مثل هذه الممارسات -- ريتشارد ويكي، مدير معهد غلوبال اتيتيود شيئا فشيئا اذا اخذنا بالصورة العامة للمناطق الخاضعة لسيطرة هذه الجماعات.
إذا ما كرر التاريخ نفسه فإن الشعبية الكبيرة التي يُقال أن المتشددين يحظون بها فإنها عادة ما يتبعها سقوط قوي، حيث أن جوهر الموضوع هو في العقل والقلب، وعليه فإن تطبيق هذه الجماعات لطريقتها في الحكم إلى جانب أعمال العف الأخرى سيكون سببا رئيسيا في هذا السقوط.
خذ على سبيل المثال باكستان، وانتشار الجماعات الإرهابية فيها منذ مدة وليس على المدى القريب وما عُرف عن التأييد الشعبي القوي نسبيا لبعض هذه الجماعات، ومع الاستمرار في تطبيق العنف والسياسات المشوهة لاحظنا أنه وفي العام 2004 بين 41 في المائة من المواطنين الباكستانيين أن الهجمات الانتحارية وأعمال العنف الأخرى ضد المدنيين يمكن تبريرها، إلا أن هذه النسبة هبطت إلى ثلاثة في المائة في العام 2013.
خذ مثلا أقرب لمنطقة الشرق الأوسط، الأردن، حيث أظهرت دراسات في العام 2005 أن 57 في المائة من الأردنيين المشاركين في هذه الدراسة أشاروا إلى إمكانية تبرير العمليات الانتحارية والعنف إلا أن هذه النسبة هبطت بشكل كبير إلى 29 في المائة في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام ذاته وذلك بعد قيام القاعدة بتنفيذ ثلاثة هجمات ضد فنادق في العاصمة الأردنية، عمان.