هذا التحليل يعبر عن رأي كاتبه بين كونابيل كبير محللي السياسات الدولية في منظمة "راند" غير الربحية، ولا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— في الوقت الذي تتعالى فيها الأصوات حول سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يعرف بـ"داعش،" على عدد من المدن في محافظة الأنبار العراقية، والانتصارات المتتالية التي تحققها في الفلوجة بحسب التقارير الواردة من هذه المنطقة، هنا يبرز سؤال.. كيف يمكن القضاء على داعش؟
لطالما تغنى تنظيم القاعدة والتنظيمات الأخرى المندرجة تحته بمدى التجانس والتوافق الفكري والأيديولوجي بين افراده، إلا أنه ليس من الواضح أن الجميع بصفوف هذا التنظيم هو بالفعل على قلب رجل واحد، ومن هنا تكمن الإجابة، وهنا يمكن استغلال مثل هذه الانقسامات الداخلية في صفوف الدولة الإسلامية بالعراق والشام، حيث أن الانقسامات الداخلية قوضت تنظيم القاعدة في العراق خلال الحرب الولايات المتحدة بين عامي 2004 و2008 وساهم في هزيمتها.
تنظيم القاعدة في العراق يحب أن يصور نفسه على أنه جماعة نقية أيديولوجيا وموحدة، ولكن في واقع الامر انه يتألف من آلاف الأفراد مع هويات مختلفة، والجدير بالذكر أن العديد من الجماعات الإجرامية استخدموا اسم تنظيم القاعدة في العراق للمساعدة في تعزيز مشاريعهم غير المشروعة. وتحطم التنظيم عندما ثار سكان الأنبار السنة ضده.
حملة القوى الأمنية لمكافحة التمرد في الأنبار قد تكون كارثية، وقد يؤدي ذلك إلى الدفع ببعض المتشددين الأكثر تطرفا في سوريا للقدوم إلى العراق لشن حرب أوسع نطاقا من شأنها أن تنتشر في بلاد الشام والعراق، لتصبح العراق نقطة محورية لحرب طائفية ممتدة.
التوقعات طويلة المدى باستقرار على المستوى الوطني في العراق ليست جيدة، لابد أن ينظر بحذر إلى التنبؤات بوقوع كارثة وشيكة في الأنبار اذا ما دخل الجيش وقمع الأهالي، والنظر إلى الرفض المستمر المتنامي لتنظيم القاعدة من قبل بعض السنة أمر مشجع.
خلال الأيام والأسابيع الماضية، الأنباء التي كانت تصدر من محافظة الأنبار تشير إلى سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام عن مدينتي الفلوجة والرمادي، ولكن ما مدى دقة هذه المعلومات؟ لا يمكن البنت مطلقا بصحتها.