دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شكك خبراء دوليون في صدق نوايا نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، بتسليم ترسانته من الأسلحة الكيماوية في الوقت المحدد، خاصة وأن مهلة التسليم التي كان من المقرر أن تنتهي الأربعاء لم تحترم، وقال محللون إن الأسد يريد الاحتفاظ بأوراق للمقايضة، في حين ردت دمشق بادعاء تعرضها لحملة "ظالمة" داعية لـ"وقف الكلاب عن النباح."
وتنتظر سفينة دنماركية في قبرص منذ أيام لنقل المواد الكيماوية من سوريا، ولكن خطة إتلاف الكيماوي التي كان من المفترض أن تنجز بسرعة تباطأت بشدة، وفقا لما أكده مسؤول أمريكي لـCNN، وهو أمر يتفق معه عدد من المسؤولين الدوليين الذين يتابعون بقلق هذا الملف.
من جانبه، قال وزير خارجية قبرص، ايانيس كاسوليديس: "لقد تأخر التحميل كثيرا عن الجدول المقرر وبالتالي اقتصر النقل حتى الساعة على خمسة في المائة فقط من ترسانة سوريا من السلاح الكيماوي لأن نظام الأسد يؤخر ذلك بأعذار متعددة -- وزير خارجية قبرص."
وكانت دمشق قد تعهدت بتسليم العناصر الأكثر سمية من ترسانتها بحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، على أن تسلم مواد أخرى يمكن مزجها لتكوين السلاح الكيماوي بحلول الخامس من فبراير/شباط الجاري، الأمر الذي لم تقم به حتى الساعة.
مئات الأطنان من المواد الكيماوية الشديدة الخطورة ما زالت بيد النظام السوري، ويقول المسؤولون السوريون إن الوضع الأمني هو سبب تأخر نقل المواد، مضيفين أنهم بحاجة إلى آليات مدرعة لضمان سلامة النقل بمناطق المواجهات، ولكن هناك شكوك حول إمكانية أن يكون نظام الأسد يتعمد تأخير إنجاز العملية.
وقال مارك فيتزباتريك، المحلل لدى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، في حديث لـCNN: "أظن أن الأسد وافق على تسليم السلاح الكيماوي لأنه كان عرضة لخطر حقيقي، ولكنه أدرك لاحقا أنه بحال تخلى عن تلك الأسلحة وفقا للبرنامج المحدد فسيفقد أوراق القوة التي لديه، ولذلك فهو يبقي تلك الأسلحة كورقة للمساومة وكي يكون لديه ما يقدمه كشريك في الصفقة الدولية."
روسيا تعهدت الآن بإنجاز تقديم الأسلحة في الأول من مارس/آذار المقبل، وهو موعد جديد يجب انتظاره لمعرفة ما إذا كانت دمشق ستلتزم به، غير أن وكالة الأنباء السورية نقلت الثلاثاء عن نائب وزير الخارجية، فيصل المقداد، قوله إن بلاده تتعرض لـ"حملة ظالمة وكاذبة" مؤكدا أن دمشق "نفذت الكثير من التزاماتها قبل موعدها بوقت طويل." -- فيصل المقداد
وتابع المقداد باتهام بعض الدول بعدم الوفاء بتعهداتها لمساعدة سوريا على تدمير ترسانتها من السلاح الكيماوي، دون كشف هوية تلك الدول وأضاف: "الحكومة السورية ستتابع التنسيق مع بعثة الأمم المتحدة ومنظمة الأسلحة الكيميائية المشتركة في سوريا من أجل تنفيذ كل هذه الالتزامات وضمن الحدود الزمنية المتفق عليها ولكن عليهم أن يوقفوا كلابهم عن النباح وأن يتوقفوا عن التحريض وتسريب معلومات للمجموعات الإرهابية عن أماكن تخزين ومرور هذه الشحنات."