القاهرة، مصر (CNN) -- انتقدت شخصيات وحركات على صلة بجماعة الإخوان المسلمين التسريبات الأخيرة التي نشرتها صحيفة مصرية لحوار دار بين الرئيس المعزول، محمد مرسي، ومحاميه محمد سليم العو، تطرق فيها مرسي إلى المشير عبدالفتاح السيسي ورغبته بالترشح للرئاسة، إلى جانب مناقشته قضيته القانونية، وسط استغراب البعض لمواقف أدلى بها العوا.
وتنشر صحيفة الوطن منذ الأحد تسريبات لحوارات مسجلة بين مرسي والعوا، وفيها يشكك مرسي بجدوى المحاكمات، كما يطلب إيداع أموال باسمه في أمانات السجن كي يتمكن من استخدامها، كما يتعهد مرسي بـ"لم الجراح" بعد انتهاء ما يصفه بـ"الانقلاب"، كما يقول إن المشير عبدالفتاح السيسي يحتاج إلى عقد من الحكم كي تستقر له الأوضاع.
وتنسب الصحيفة إلى مرسي قوله في التسريب: "إذا استمر السيسي فى مكانه، القعر بتاعه لسة ما بانش -- محمد مرسي، هيجيب لكم من تحت الزبالة، ولا قيمة العيال دول المحامين دول والقضاة دول ولا يساووا..، وإذا راح في داهية وغالباً هيروح في داهية فيبقى مالهاش قيمة برضه، فنخلّص إحنا الناس المحبوسين الغلابة، واللي بيموتوا في الشارع دول كل يوم، فنوقف الموت."
وكانت الصحيفة قد نسبت في تقرير آخر للعوا قوله الأحد لمرسي ردا على سؤال حول وضع البلاد: "الدنيا كويسة، لا بأس بها، الناس كلها مشغولة بالانتخابات الجديدة (الانتخابات الرئاسية الموقعة في غضون ثلاثة أشهر)، الصور ملت الشوارع، والمظاهرات موجودة فى كل المدن وكل القرى، والمصادمات ما بتتوقفش، (في إشارة إلى مظاهرات أنصار مرسي)، لكن ده كله مالهوش نتيجة، نحن فى عمل غير منتج، العمل المنتج حاجة تانية، العمل المنتج لازم الناس تقعد وتتكلم وتصل إلى حل، بدون الوصول إلى حل يا دكتور محمد ما فيش فايدة."
ويتهم مرسي السيسي بالسعي إلى الترقية لرتبة مشير كي لا يكون قد حصل على آخر رتبة له "فريق أول" بقرار من مرسي، ويتساءل أمام العوا قائلا: "هو عايز (يريد) يبقى رئيس فعلاً؟"، فيرد العوا: "هيبقى إن شاء الله." علما أن العوا، وهو مرشح رئاسي سابق، لم يصدر أي موقف حول التسريبات حتى الساعة.
وعلق عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية، على التسريب في حديث لفضائية "الحياة" أعرب خلاله عن تحفظه على المبدأ، مضيفا أن "ينظر للتسجيل كحوار بين متهم وبين محاميه عن كيفية خروجه من القضايا وتأمنيه، وليس خطابا إعلاميا موجها للجمهور." وأضاف الشحات أن الحوار "حمل رسالة واضحة للمحامين بأنه غير مكترث بالقضية، وأظهر استهجانه تجاه القضية والاتهامات، وفي ذلك رسالة ضمنية لقادة دعم الشرعية بأنه لا يعترف بشرعية محاكمته، مع إبدائه استيائه من إراقة الدماء التي تحدث في الشوارع."
من جانبه، حمّل السياسي المقرب من جماعة الإخوان المسلمين، أحمد فهمي، العوا مسؤولية التسريب قائلا: "كالعادة تأتي تسريبات السيسي فاضحة وكاشفة، وتأتي تسريبات الرئيس مرسي ناصعة ورافعة للمعنويات.. يبدو أنهم عجزوا عن دفع الرئيس إلى الإدلاء بتصريحات لينة متذبذبة خائفة، فأرسلوا من يقول هذه التصريحات نيابة عنه -- أحمد فهمي."
واعتبر فهمي أن العوا ظهر "كأنه يتلو نصا مكتوبا من قبل، فليس المهم ما سيعلق به الرئيس على كلامه، بل المهم أن يقال في حضرته،" بينما أصدرت حركة "أبطال ضد الانقلاب" المؤيدة لمرسي بيانا قالت فيه إن التسريب يرسم "علامات استفهام حول دور العوا وعلاقته بالعسكر" طالبة من العوا تفسير قوله بأن السيسي سيصبح رئيسا "إن شاء الله" وأن الناس مشغولة بالانتخابات الرئاسية.
أما أحمد عبد العزيز، المستشار السابق لمرسي للشؤون الإعلامية، فقد قال في تعليق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موجها كلامه إلى العوا: "الثوار الحقيقيون يفضلون ـ دائما ـ اللون الأحمر على اللون الرمادي؛ لأن اللون الرمادي يجعلهم يخسرون كل شيء، وأول ما يخسرونه هو احترامهم لأنفسهم.. دمت مبصرا سيدي."