بغداد، العراق (CNN) -- وجه رئيس الوزراء العراقي السابق، أياد علاوي، رئيس ائتلاف "الوطنية" رسالة إلى زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، حضه فيها على مراجعة قراراه باعتزال العمل السياسي وإنهاء علاقته بكتلته البرلمانية.
وقال علاوي، في بيان له إن العراق يمر بـ"أزمات متشابكة تتعقد يوما بعد يوم، وهو ما يضاعف مسؤولية الرموز والقوى الوطنية والإسلامية في التصدي لهذا الانحدار الخطير مهما غلت التضحيات،" معبرا عن "صدمته" بقرار الصدر اعتزال العمل السياسي "احتجاجا على الانحرافات الجسيمة التي سلكتها العملية السياسية."
واعتبر علاوي أن الصدر "امتداد حي" لدور أسرته في "مجابهة الاحتلال ومنازلة الطائفية السياسية المقيتة" محذرا من أن خروجه وتياره من العملية السياسية "سيترك فراغاً كبيراً وخطيراً -- أياد علاوي يعزز نهج الانحراف بها وتقويضها، مما سيؤدي إلى ان تترك شخصيات وقوى اخرى هذه العملية البائسة التي اخلت بالتوازن وعصفت بالبلاد."
وختم علاوي رسالته بالقول: "إننا اذ نتفهم أسباب ودوافع سماحته، ورفضه للعملية السياسية البائسة، ونتشارك معه جل قناعاته وتوجهاته وخيبة أمله، الا أن السيد الصدر لم يعد ملكا لنفسه بل هو لكل العراقيين، وجزء أساسي من حركة الشعب العراقي الى الأمام، مطالبين إياه بالعدول عن موقفه والاستمرار فاعلا بالحياة السياسية، وإن كان بشخصه الكريم، استجابة لقناعات الطيف الأوسع من الجماهير."
وكان الصدر قد أعلن الأحد انسحابه من الحياة السياسية في بلاده وإلغاء ارتباطه بالكتلة التي تمثله في مجلس النواب، مهددا من يتكلم بخلاف ذلك بـ"المساءلة الشرعية والقانونية." وقال الصدر في بيان صادر عن مكتبه: "من المنطلق الشرعي وحفاظا على سمعة آل الصدر الكرام.. ومن منطلق إنهاء كل المفاسد التي وقعت أو التي من المحتمل ان تقع تحت عنوانها وعنوان مكتب السيد الشهيد في داخل العراق وخارجه ومن باب إنهاء معاناة الشعب كافة والخروج من أفكاك السياسة والسياسيين، أعلن اغلاق جميع المكاتب وملحقاتها وعلى كافة الأصعدة الدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها."
وأضاف الصدر في بيانه: "أعلن عدم تدخلي بالأمور بالأمور السياسية كافة -- مقتدى الصدر، وأن لا كتلة تمثلنا بعد الآن ولا أي منصب في داخل الحكومة وخارجها ولا البرلمان ومن يتكلم خلاف ذلك فقد يعرض نفسه للمساءلة الشرعية والقانونية -- مقتدى الصدر" مشيرا إلى بعض المؤسسات التي ستبقى عاملة، وبينها فضائية "الأضواء" و"إذاعة القرآن الناطق" ومدارس ومؤسسات خدمية.
ولم تتضح حتى الساعة تداعيات الإعلان الصادر عن الصدر أو تداعياته، علما أن سبق له أن غادر المجال السياسي لفترة قال إنه خصصها من أجل "متابعة الدراسة الدينية." وللصدر نفوذ كبير في الأوساط الشيعية، وكان لتياره جناح عسكري هو "جيش المهدي" الذي حله الصدر صيف عام 2008.
وكان للصدر مؤخرا مواقف انتقادية حيال الحكومة العراقية ورئيسها نوري المالكي، وخاصة حيال الموقع من الأوضاع في الأنبار، إذ رفض الصدر الخيار العسكري ودعا إلى تلبية مطالب المحتجين.