القاهرة، مصر(CNN)-- مازالت الأحزاب المصرية تعانى من عدم القدرة على الوصول إلي الكتلة الأكبر من المواطنين، حيث تشير دراسة حديثة منسوبة لمركز الأهرام للدراسات، إلى أن صفحة واحدة على فيسبوك، تفوق أعضاء الأحزاب مجتمعه، ما أثار جدلا بشأن قوة كل منها في تحريك الشارع.
وتشير الدراسة إلى أن عدد أعضاء الأحزب يصل إلى 2.8 مليون شخص، موزعين على 46 حزباً، في حين يتجاوز عدد أعضاء صفحة "كلنا خالد سعيد" على "فيسبوك" الثلاثة ملايين عضو.
غير أن نشطاء وسياسيون تحدثوا لـCNN بالعربية، أكدوا أن مواقع التواصل لا تكون فعالة، إلا بمساعدة وسائل الإعلام التي تلعب دوراً في الحشد، وأن الكتلة الأكبر من الشعب، خاصة من مؤيدي وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي، أصبحوا هم الأعلى صوتاً.
في المقابل، انخفضت تظاهرات جماعة الإخوان المسلمين، وحزب "الحرية والعدالة"، ذراعها السياسية، نسبياً بعد القبض على آلاف منهم، وإصدار قرار بحظر نشاطها، واعتبارها "جماعة إرهابية"، حيث تتهمها الحكومة المصرية بأنها تقف وراء عمليات تستهدف قوات الأمن .
ووفقاً لوزارة الاتصالات المصرية، فإن عدد مستخدمي فيسبوك يصل الي 16 مليون، حتي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال عمرو علي، منسق "حركة 6 أبريل"، فى تصريحات لـCNN بالعربية، إن "تأثير شبكات التواصل مازال مستمراً للكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان، إلا انها لم تعد بنفس التأثير كما كانت سابقاً."
وأوضح منسق الحركة، التي تأسست عقب الدعوة للإضراب العام على شبكة فيسبوك، أثناء احتجاجات عمالية بمصانع الغزل والنسيج بمدينة المحلة عام 2008، أن "هذا الأمر يرجع إلى سيطرة السلطة الحالية على وسائل الإعلام، من فضائيات وصحف."
وقال إن "نحو 95 في المائة من البرامج والقنوات الفضائية والصحف القومية والخاصة، أصبحت مؤيدة للنظام الحالي، والمشير عبدالفتاح السيسي، وهو ما له التأثير الأكبر للوصول إلى المواطن العادي."
وأضاف أن الإعلام هو أحد أدوات أجهزة السلطة للسيطرة على رأى الجماهير، كما لم يكن هناك هذا الكم الهائل من الفضائيات والصحف، في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، متهماً السلطة الحالية بأنها تستمع لصوت نفسها فقط، ولمن يسير وراءها من الشارع، في إشارة إلى أنصار وزير الدفاع.
وأوضح "أن صفحات التواصل الاجتماعي تستطيع أن تجتذب كل الأيديولوجيات، بعكس الأحزاب السياسية المصنفة لعدة اتجاهات من وسط ويمين ويساري وليبرالي وغيرها."
من جهته، قال عفت السادات إن "شبكات التواصل لا تكون فعالة إلا بمساعدة وسائل الإعلام، التي تلعب دوراً كبيراً في حشد المواطنين، وذلك على الرغم من استماع السلطة الحاكمة للأحزاب الموجودة والقوى السياسية، لكن اتفاق قطاعات كبيرة من المواطنين على نفس الأهداف والمعاناة، هو ما يدفعهم للنزول بكثافة إلى التظاهرات.
وقال إن السلطة الحالية تستمع نسبيا إلى الكتلة الأكبر من الشعب، على الرغم من تأثير نشطاء التواصل الاجتماعي، وهو ما يظهر من التفافها حول المشير السيسي، إذ أنها تحتاج إلى قائد تلتف حوله، فهناك طموحات وتحديات كبيرة.
وأوضح محمد عز العرب، الباحث بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أن "الفيسبوك لا يمكن أن يحل محل الأحزاب السياسية، وأن تأثيره أصبح في انخفاض، ذلك على الرغم من دوره في إشعال تظاهرات غزل المحلة عام 2006، والاحتجاجات الفئوية، حتى اندلاع ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011.
وأضاف قائلاً: "ربما توجد حالة ملل لدي المواطنين من فكرة العالم الافتراضي، والمدونين، والنشطاء الحقوقيين، بسبب عدم تحول الأفكار الثورية إلى أشياء ملموسة لديهم، كما لا يوجد ميثاق أخلاقي حاكم على الإنترنت، فضلاً عن اتهامات وتسريبات لا تستند إلى أدلة.