القاهرة، مصر (CNN) -- تصاعد الجدل في مصر حول ما أعلنته القوات المسلحة من اكتشاف جهاز لمعالجة الإيدز وفيروس التهاب الكبد "سي" إذ اعتبر مستشار الشؤون العلمية للرئيس الموقت، عدلي منصور، أن الاختراع "فضيحة علمية لمصر" في حين رد النائب السابق، محمد أبوحامد، المؤيد للجيش، قائلا إن تصريحاته "تثير الاشمئزاز."
وكان الجيش المصري قد عقد مؤتمرا صحفيا السبت، بحضور منصور ووزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي، أعلن فيه عن ما وصفه بـ"أحدث المبتكرات العلمية والبحثية المصرية لصالح البشرية والمتمثلة في اختراع أول نظام علاجي في العالم لاكتشاف وعلاج فيروسات الإيدز، كما يمكنه القضاء على فيروس سي بتكلفة أقل من مثيله الأجنبي بعشرات المرات وبنسبة نجاح تجاوزت 90 في المائة."
وبحسب ما ذكرته الصفحة الرسمية للناطق باسم الجيش فإن الجهاز يكشف عن المصابين بفيروسي سي والإيدز "بدون الحاجة إلى آخذ عينة من دم المريض والحصول على نتائج فورية وبأقل تكلفة، وقد سجلت براءات الاختراع لها باسم رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية."
وتناقل الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل فيديو لأحد كبار الضباط وهو يتحدث عن الجهاز قائلا إنه قادر على "تفتيت" الإيدز، مضيفا أن الجهاز يأخذ الفيروس من جسم المريض ثم يعيد تقديمه إياه لتغذيته على شكل "أصبع كفتة" وفق تعبير الضابط.
ونقلت صحيفة "الوطن" المصرية عن عصام حجي، المستشار العلمي لمنصور، قوله إن الاختراع "غير مقنع وليس له أي أساس علمي واضح من واقع العرض التوضيحي للجهاز، الذى أذيع فى القنوات التليفزيونية،" إضافة إلى أن البحث الخاص بالابتكار لم ينشر في أي دوريات علمية مرموقة."
وتابع حجي بالقول إن ما ذكر "يسيء لصورة الدولة، وستكون له نتائج عكسية في البحث العلمي،" محذرا من استغلال الإعلان من أجل "الإساءة لصورة مصر دولياً"، وأكد أنه بعد عودته الأسبوع المقبل من الولايات المتحدة اليى يزورها حالياً، سيلتقي بمنصور والسيسي "لمناقشة ما حدث بشكل علمي."
ولكن يبدو أن الانتقادات التي وجهها حجي للجهاز لم تعجب النائب السابق محمد أبوحامد، المعروف بتأييده للقوات المسلحة، إذ غرد على حسابه بموقع تويتر قائلا: "أتعجب من التصريحات العدائية لعصام حجي المستشار العلمي المؤقت للرئيس المؤقت المقيم بأمريكا و التي انتقد فيها العرض التوضيحي لاختراع الجيش.. يجب على الرئيس عدلي منصور أن يراجع مواقف مستشاريه بعد أن أصبحت تصريحاتهم و مواقفهم تثير اشمئزاز الشعب و تعبر عن سوء نيه متعمدة."
من جانبه، هاجم الإعلامي عمرو أديب طريقة تغطية الخبر بالقول إن الإعلام فهم الموضوع بشكل خاطئ، وأن الإعلان هو عن جهاز لكشف الفيروس، واصفا الحديث عن التوصل إلى علاج للإيدز والفيروس سي بأنه "وهم وبلاهة،" وانتقد الاعتماد المفرط على الجيش والدعم القادم من دول الخليج.
يذكر أن اسم الجهاز الجديد، وهو "كومبليت كيورينغ ديفايس" كان بدوره مادة للتندر، إذ أنه يختصر على شكل "سي سي دي" بطريقة قد تحمل دلالة على اسم المشير السيسي نفسه.