دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- استمرت ردود الفعل على الخطاب الأخير لزعيم جبهة النصرة، أبومحمد الجولاني، الذي أمهل فيه تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية "داعش" أياما لقبول المصالحة، إذ انتقد الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض، برهان غليون، مسارعة الجولاني لتكفير جهات بالمعارضة والجيش الحر، في حين برزت كلمة لقائد "جيش الإسلام" زهران علوش، اتهم فيها داعش بالتعامل مع مخابرات دمشق وطهران.
وقال غليون، في تعليق عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" إن تحذير الجولاني في خطابه لتنظيم "داعش" ودعوته إياه إلى "تحكيم شرع الله" نال "استحسان معظم الجبهات وكل السوريين الذين عانوا من سياسات التنظيم القائمة على استسهال تكفير المسلمين واستباحة دمائهم،" ولكنه استطرد مستغربا كيفية اتفاق ذلك مع إعلان الجولاني "ردة وكفر" قيادة أركان الجيش الحر والائتلاف الوطني المعارض.
وتوجه غليون إلى الجولاني بالقول: "أليس في هذا استسهال في تكفير جماعات المسلمين ومن ثم استسهال هدر دمهم، أو التشجيع عليه. وهو ما يعني الوقوع في المطب نفسه الذي برر الانتقاد والرد؟" مضيفا: "لا يمكن لمثل هذه التصريحات التي تحرض على القتل أن تخدم ثورة السوريين من أجل الحرية والكرامة -- برهان غليون، ولا مشروع الإسلاميين."
وختم غليون بالقول: "لكل سوري الحق في أن يفكر كما يشاء ويتبع التأويل الذي يعتقد أنه الأصدق مع ضميره وايمانه. لكن لا يحق لأي إنسان أن يصادر حق الآخرين في أن يكونوا أوفياء لضميرهم وايمانهم بالمثل. غير ذلك يعني التسليم لقانون الأقوى وسياسة القتل على الفكر والايمان والهوية، واستحالة أي حياة مدنية أو عيش مشترك أو دولة قانونية."
من جانبه، وجه الشيخ زهران علوش، القائد العسكري لما يعرف بـ"الجبهة الإسلامية" وقائد "جيش الإسلام" الذي يعتبر من أكبر التجمعات الإسلامية المقاتلة في سوريا، إن المعارضة السورية لم تخض مواجهات داخلية، وأن القتال يقتصر على مواجهة بينها وبين داعش.
وقال علوش، المطلع على تفاصيل تحركات التيارات الإسلامية السورية، إن "داعش" تأسست قبل أشهر بعد انشقاق من وصفهم بـ"الغلاة" عن جبهة النصرة، ومحاولتهم فرض دولتهم على الآخرين. وشكك علوش في قيادة أبوبكر البغدادي للتنظيم قائلا إن الزعيم الحقيقي هو "العقيد الركن حجي بكر -- زهران علوش الذي وجد يحمل جواز سفر إيراني عليه إشعارات حديثة للمغادرة والقدوم،" وأن أمير "داعش" في إحدى المناطق السورية ضابط بالحرس الجمهوري السوري.
واتهم علوش عناصر داعش بعدم تنفيذ عمليات نوعية ضد القوات الحكومية وببيع النفط لقوات النظام ومصادرة السلاح المخصص للجبهات، وهاجم مبادرة التنظيم إلى "تكفير" الجماعات المعارضة الأخرى، ودعا العناصر الأجنبية في التنظيم إلى مغادرته، عارضا توفير الحماية لهم.
وطرح علوش عدة تساؤلات حول تنظيم داعش، وعلاقاته بأجهزة مخابرات، واستغرب إقدامه على تنفيذ الإعدامات الميدانية واحتجاز الأطفال، كما استغرب عدم قصف القوات النظامية لمقرات "داعش" وتركيز التنظيم بالمقابل على استهداف الكتائب المعارضة.