إعلامية يمنية توقف "ساعة زمن" بعد تلقيها تهديدات وحملة "تشهير"

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
إعلامية يمنية توقف "ساعة زمن" بعد تلقيها تهديدات وحملة "تشهير"
صورة رحمة والشيخ المحطوري التي أثارت الجدلCredit: CNN

صنعاء، اليمن (CNN)-- اضطرت إعلامية وناشطة يمنية بارزة إلى وقف برنامجها على إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة، بعد تعرضها لـ"حملة تشهير"، على خلفية صورة قديمة تجمعها بأحد رجال الدين، وتهديدات من قبل مسؤولين نافذين، استهدفتها وطاقم العاملين في البرنامج التلفزيوني.

وكشفت رحمة حجيرة، في تصريحات حصرية لـCNN بالعربية، عن توقيف برنامج "ساعة زمن"، الذي كان يبث عبر قناة  "اليمن اليوم"، التابعة للرئيس السابق، علي عبدالله صالح، الذي تنحى عن الحكم، إثر احتجاجات شعبية أفضت إلى التوقيع على المبادرة الخليجية، ونقل السلطة إلى نائبه، عبدربه منصور هادي، من خلال انتخابات توافقية.

وأوضحت حجيرة أنها اضطرت إلى توقيف البرنامج على خلفية "تهديدات تعرضت لها وزملائها طاقم إعداد البرنامج، في غياب الأمن، وعدم حماية المؤسسات الرسمية للصحفيين"، بالإضافة إلى الحملة الإعلامية التي استهدفتها باستخدام صورة تجمعها برجل الدين الزيدي، المرتضى زيد المحطوري.

وأثارت الصورة التي جمعت حجيرة والمحطوري، الذي يُنظر إليه باعتباره "مفتي جماعة الحوثيين" في اليمن، بينما كان يضع يده على كتفها، خلال احتفال عام، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت حجيرة: "إذا كان وزير الدفاع، وفي اجتماع رسمي مع قادة الجيش ومشايخ مأرب، يعلن بأني خطر على الأمن القومي، ويقول إنه لابد من وضع حد لها.. فما بالك ببقية الأمور؟ رحمة حجيرة، خاصة بعد حلقة عرضنا فيها وثائق ويكيليكس تتحدث عن النفط والفساد بقيادة تحالف نظام الرئيس السابق."

وأوضحت أن "المقصود هنا هو علي محسن الأحمر، مستشار الرئيس هادي للشؤون العسكرية، هادي وحميد الأحمر، النافذ القبلي"، وتابعت بقولها: "أعتقد أن الانسحاب وتوقيف البرنامج من أجل سلامتي وزملائي.. سيكون أفضل بكثير في دولة يغيب فيها الأمن والقانون."

وأضافت رحمة حجيرة في تصريحاتها لـCNN بالعربية: "ما حدث لي من حملة تشهير، واستخدام للألفاظ البذيئة، واستغلال صورة تجمعني بالشيخ المحطوري بشكل سيء، كانت لصالحي، وكشفت لي مدى تكاتف زملاء المهنة في نقابة الصحفيين، أو الاتحاد الدولي للصحفيين."

وتابعت في هذا الصدد: "المشكلة ليس في الصورة، فالشيخ المحطوري رجل كبير في السن، وأُخذت الصورة في مكان عام، أثناء فعالية رسمية رحمة حجيرة، كما أن أحد أعمامي كان حاضراً، والصورة أُخذت في وقت سابق عام 2008، ولم تنشرمن قبل، ولكن توقيت استخدامها هو المهم، وتفسير الصورة بطريقة وألفاظ سيئة هو المؤلم."

واستطردت بقولها: "من يقف وراء هذه الحملة أطراف معروفة، تتبع التحالف السلفي القبلي العسكري، رغم أن الكثير من المثقفين من نفس الاتجاه عارضوهم في حملتهم.. وهذا لأن برنامجي يناقش قضايا جوهرية، والحلقات الأخيرة منه ربما هي ما أثارت حفيظة من ليس في مصلحتهم تناول ونشر الحقائق."

من جانبه، قال رئيس لجنة الخدمات في نقابة الصحفيين، أحمد الجبر، في تصريح لـCNN بالعربية، إن "التوظيف للصورة كان خبيثاً وليس أخلاقياً.. ومن فسروا وقاموا بتأويل الصورة مفلسون ومحصور تفكيرهم في مثل هذه الأشياء فقط" أحمد الجبر، معرباً عن أمله في أن "يلتزم مثل هؤلاء بأخلاقيات المهنة."

أما الناشطة ثريا دماج، فقالت للموقع إن "الصورة ليس فيها أي عيب، ويبدو أن رحمة أصبح لديها خصوم بسبب برنامجها.. وإنما هذا أيضاً لا يبرر التجاوز والتطاول على الناس، في مثل هكذا موضوعات."

يُذكر أن الشيخ المحطوري نفسه كان قد انتقد حملة التشهير التي طالته ورحمة حجيرة، ووصفها بأنها "دليل إفلاس وتدني الأخلاق لدى من يزعمون أنهم يمثلون الإسلام"، فيما أشاد بالإعلامية اليمنية بقوله إنها "امرأة حرة شجاعة صلبة، ما عرفناها إلا لبوة شرسة في وجه الباطل والنفاق، ولاسيما الإسلام التجاري"، على حدق قوله.