بيروت، لبنان (CNN) -- انشغل متابعو الإعلام اللبناني خلال الأيام الماضية بقضية جديدة طفت على السطح، تمثلت باعتراض مقدمة أحد أبرز البرامج الحوارية السياسية الصباحية على القيود التي تحيط بالإعلام، وذلك بعد تهديد من هيئة دينية شيعية بمقاضاتها بسبب الإشارة في برنامجها إلى أن والد النبي محمد وعمه "أبوطالب" ماتا على "الكفر".
وبدأت القصة بمقابلة ببيان صادر عن ما يعرف بـ"هيئة التبليغ الديني" في "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" الذي يدير شؤون الشيعة في لبنان، والذي اتهم البرنامج بـ"التعرض لمفردة دينية عقائدية تمس المسلمين عموما، وأتباع المذهب الإمامي الجعفري (الشيعي) خصوصا، حيث تعرض ضيف البرنامج لنفي إسلام أبي طالب عم النبي.. والد أمير المؤمنين علي.. كما زادت عليه مقدمة البرنامج متعرضة لنفي إسلام والد النبي."
وأضاف البيان أن هيئة التبليغ ترى في ما حصل "سقطة الإعلامية تشكل إضرارا على الصعيد العام، ومساسا بعقيدة مقدسة،" وحذرت الهيئة من "المخاطر التي يمكن أن تنجم عن مثل هذه التجاوزات" ودعت المعنيين في برنامج "نهاركم سعيد" الحواري الصباحي الذي تعرضه قناة "المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC" إلى "تصحيح هذا الخطأ الفادح بما يتناسب وحجمه" تحت طائلة التوجه إلى النيابة العامة.
وسارع ضيف البرنامج الذي تحدث عن "أبي طالب" وهو المحلل السياسي سالم زهران، إلى زيارة المفتي الجعفري، أحمد قبلان، مؤكدا أن ما ورد على لسانه في المقابلة التلفزيونية الأخيرة معه "لم يكن مقصودا كتابة تاريخية أو حكما تحقيقيا أو فكرة عقائدية، وأنه كباقي أهل الإسلام يكنون لأبي طالب عظمة الموقف والدور والخصوصية" وفقا لوكالة الأنباء اللبنانية.
وبحسب الوكالة، فقد ذكر قبلان أمام زهران أن "أبا طالب" هو "حامي رسول الله" وأن هذا المعنى "إطباقي عند الإمامية وقسم مشهور من أعيان أهل السنة" على حد تعبيره.
أما مقدمة البرنامج، الإعلامية ديما صادق، فقد اختارت الإعلان عن رفضها للقيود على حرية العمل الصحفي من خلال مقدمة ساخرة لبرنامجها، إذ استضافت أحد المدونين لمناقشة الأوضاع العامة، ولكنها قامت بمقاطعته عدة مرات قبل بدء حديثه طالبة منه عدم التطرق إلى الأمور الدينية والسياسية والاجتماعية حرصا على عدم إثارة المشاكل، لتختم الحلقة بعد ذلك بدقائق، كما واصل معجبو صادق بالتضامن معها عبر حسابها على موقع تويتر ووسائل التعبير الأخرى.