عمان، الأردن (CNN)-- قال مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح، الدكتور نبيل شعث، إن هناك فشلاً واضحاً في مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، المتعلقة بعملية السلام، نبيل شعث مؤكدا التزام الجانب الفلسطيني بالمدة المتفق عليها حتى 29 أبريل/ نيسان المقبل رغم رفضه أفكار كيري بالكامل.
وأوضح شعث الذي التقته CNN بالعربية في عمان الثلاثاء، على هامش مؤتمر للمنتدى الديمقراطي العربي الاجتماعي، إن الجانب الفلسطيني لن يعلن من جهته عن فشل هذه الجولة وسينتظر حتى اليوم الأخير من المدة المقررة.
وقال شعث :"لو قدموا شيئا يستند إلى رؤية الرئيس محمود عباس سيكون ذلك جيدا، وبخلاف ذلك ستكون هذه الجولة قد فشلت، وسنرى حينها كيف سنتحرك في الأمم المتحدة..لعلنا نستعين بفكرة التفاوض في إطار دولي، كما حدث بالنسبة لإيران وكما حدث بالنسبة لسوريا."
وجدد شعث التأكيد على أن كيري لم يقدم للجانب الفلسطيني حتى الان أية أفكار مكتوبة، وأنها اقتصرت على الأفكار الشفوية التي تم تداولها في وسائل الإعلام، فيما أكد أن الجانب الفلسطيني بالمقابل، رفض كل الأفكار وقدم أطروحات بديلة لكن الإسرائيليين رفضوها.
ومن بين تلك المقترحات الفلسطينية المتعلقة بالقدس، بحسب شعث، القبول، بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وأن تكون القدس الغربية عاصمة لإسرائيل وأن تكون الطرق مفتوحة بينهما.
وعن ذلك أضاف:" هم استمعوا إلى عباس وقد أوضح لماذا نرفض يهودية الدولة، ولماذا لا يمكن أن نقبل بدولة فلسطينية بدون عاصمة في القدس الشرقية، وليس في جزء من القدس كما طلبوا هم أن تكون في إحدى الأحياء الجديدة في القدس كشعفاط وبيت حنينا، وهذه كلها أفكار لا يمكن قبولها، نحن لم نتخلى عن حق العودة، وتمسكنا بدولة مستقلة بدون احتلال إسرائيل... كل ما طرح لا يرقى إلى اتفاق أوسلو، ولا إلى الشرعية الدولية ولا إلى خارطة الطريق ."
وبشأن احتمالات قبول الجانب الفلسطيني بتمديد التفاوض علق شعث بالقول :"رفضنا الكلام في التمديد، ولن نتحدث فيه إلى يوم 29 إبريل، ولا أتصور العودة إلى المفاوضات قبل وقف شامل للاستيطان، وهذا رأيي الشخصي وتصوري، لأنه ليس من المعقول الاستمرار بالتفاوض وهم يبلعون الأرض."
كما أكد شعث، أن الجانب الفلسطيني وعلى مدار 8 أشهر، لم يتراجع عن مطلب واحد من قضايا الحل النهائي، فيما أشار الى أن السلطة الوطنية الفلسطينية اقترحت أيضا أن تقبل بوجود عسكري دولي وعربي، بدلا من الوجود العسكري الاسرائيلي، كما قبلت لبنان ومصر وسوريا.
وعن مدى مصداقية كيري في مبادرته علق شعث بالقول:" المسألة ليست متعلقة بكيري، بل بالولايات المتحدة الأمريكية."
أما بشأن دور الأردن في عملية التفاوض، قال شعث :" الأردن شريك حقيقي يستشار في كل خطوة، ولن نمرر أي اتفاقية دون علمه."
وفي سياق متصل، قال سكرتير المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، إن ملف المصالحة الداخلية بين حركتي فتح وحماس ما يزال عالقا، ولم يطرأ عليه أي تطور.
ورفض البرغوثي في تصريحات لـ CNN بالعربية، تحميل أي طرف مسؤولية تأخر هذه المصالحة، قائلا :" لكن يجب أن تحدث في وقت قريب."
وجدد البرغوثي موقف المبادرة من ملف المفاوضات، قائلا "إن مبادرته رفضت منذ البداية أن تستأنف". ودعا البرغوثي خلال المؤتمر، الذي شاركت فيه قيادات حزبية أوروبية، إلى مساندة الشعب الفلسطيني بخطوات عملية، عبر تشكيل لجان مقاطعة لاسرائيل في كل بلد.
إلى ذلك، أعربت المحامية فدوى البرغوثي، زوجة الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، عن أملها بنجاح مبادرة الرئيس عباس الأخيرة، التي طلب فيها من الرئيس الأمريكي باراك أوباما التوسط للإفراج عنه.
وقالت البرغوثي لـ CNN بالعربية، إنه للان لم يرد أية ردود بشأن الطلب من الجانب الاسرائيلي. وقالت:" الأسرى الآن هم استحقاق لعملية السلام، وليس نتائج لمفاوضات، عندي ثقة أن يوم الحرية اقترب، وأن الحملات الدولية تساعد، وكذلك موقف القيادة الفلسطينية، فدوى البرغوثي مضى عليه 12 عاما. "
وأشارت البرغوثي، إلى أن فرصا عديدة ضاعت على مروان للإفراج عنه، خاصة في دفعات الافراج السابقة، وأضافت :" أتمنى أن لا تضيع هذه الفرصة أيضا لأن قضيته سياسية واعتقاله سياسي." وبينت البرغوثي أن زوجها ما يزال يقيم في "عزل جماعي" مع مائة معتقل آخر.