الكويت (CNN)- تتوجه أنظار الملايين في الشارع العربي على امتداده من الخليج إلى المحيط، إلى العاصمة الكويتية الثلاثاء، مع بدء اجتماعات الدورة الـ25 لاجتماعات القمة العربية، وسط خلافات عربية – عربية "عميقة"، بل وربما تكون "غير مسبوقة."
وبينما كانت الشعوب العربية تعقد "آمالاً عريضة" على مؤتمرات القمة السابقة، سعياً لحل مشكلات لطالما عانت منها، أو أخرى مستحدثة، إلا أن هذه الآمال غابت، إلى حد كبير، عن قمة الكويت، التي تنعقد تحت شعار "التضامن لمستقبل أفضل"، وسط توقعات محدودة.
ومما يقلل من التوقعات بشأن ما قد تسفر عن القمة، ما أعلنه وكيل وزارة الخارجية الكويتية، خالد الجار الله، قبل قليل من انطلاق القمة التي تستضيفها بلاده، من أن الدورة الـ25 للقمة العربية لن يصدر عنها بيان ختامي، وإنما ستكتفي بإصدار ما أسماه "إعلان الكويت."
وقال المسؤول الكويتي، في تصريحات للصحفيين الثلاثاء، إن "إعلان الكويت لن يتضمن قرارات، وإنما توجهات الدولة المضيفة، وبالتالي هو يخرج باسم القادة"، وشدد على أن "إعلان الكويت سيكون شاملاً، ويتضمن كل قضايا وهموم وشجون الوطن العربي ويعالجها."
وقد استطلعت CNN بالعربية آراء عدد من المراقبين والإعلاميين بشأن تطلعاتهم وتوقعاتهم من قمة الكويت.
دعا الصحفي والمدون الكويتي، داهم القحطاني، إلى "تغيير واقع الأمة العربية الصعب، بإجراءات تحترم آدمية الشعوب"، وتابع مخاطباً القادة العرب بقوله: "هذا جزء بسيط من مشاعر المواطنين العرب، الذين يشاهدون قممكم المكررة، ليتها تصل إلى أسماعكم."
أما الصحفي المصري، أسامة عجاج، مدير تحرير صحيفة "أخبار اليوم"، فقال إن "تطلعات الشعوب دائماً ما يكون سقفها عال، وأي مواطن على امتداد الوطن العربي من مراكش إلى الخليج العربي، يتمنى أن تكون هناك وحدة عربية، ومشروعات ذات طبيعة قومية، تسهم في تحقيق تطلعاته."
وأضاف أن "الأمر لا يرتبط بتطلعات فقط، وإنما أيضاً بإمكانيات ومواقف كل دولة، لأنك تتعامل مع 22 دولة عربية، كل دولة لها رؤيتها وإستراتيجيتها، التي قد لا تتوافق أو لا تتطابق، حتى نكون أكثر دقة، مع دول أخرى."
وعن توقعاته من قمة الكويت، قال: "تطلعات الشعوب كثيرة، ولكن ما يتم تحقيقه هو المستطاع، في ظل الظروف والتحديات الراهنة، التي تواجه العالم العربي، خاصةً أننا نعاني منذ فترة طويلة من قضايا سياسية مزمنة لا تُحل، مثل القضية الفلسطينية، ومؤخراً الأزمة السورية."
وأضاف: "إنني مع الذين ينادون باتخاذ خطوات قد تكون قصيرة ولكنها ثابتة لا يتم التراجع عنها، مرحلة الآمال العريضة قد انتهت، لدينا فرصة لأن يتفق القادة العرب على خطوات محددة، ربما على الأقل في المجال الاقتصادي، الذي قد يتجاوز الخلافات السياسية."
من جانبه، قال الصحفي السوداني أحمد البلال الطيب، رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم"، إن "من أهم ما تتطلع إليه الشعوب هي أن الرؤساء والملوك العرب يتفقوا فيما بينهم البعض، وأن يناقشوا القضايا الأساسية وليست الهامشية"، مشيراً إلى أن "القضايا الحساسة تمت إزاحتها جانباً."
أما بالنسبة للتوقعات، فقال إن "القمة من اسمها.. وفاقية، وبالتالي فهي تسعى للوفاق، ومن أجل الوصول إلى هذا الوفاق، تم إبعاد كل ما يعكر الصفو بينها.. وأتوقع أن يصدر إعلان الكويت معمماً، مستجيباً لما يجمع وليس لما يفرق"، وشدد على أنه "حتى تكون هناك قمم عربية حقيقية يجب أن تكون هناك أجندة حقيقية، تستجيب لتطلعات الشارع العربي."