واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- يبدأ الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، زيارته المرتقبة إلى الرياض الجمعة، على وقع قضية جديدة، مع بروز تقارير تتهم وزارة الخارجية الأمريكية بإخفاء بيانات تشير إلى أن الكتب المستخدمة في أنظمة التعليم السعودية ما زالت تحتوي على الكثير من "التعاليم الدينية المتشددة" رغم إجراءات المراجعة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.
وكانت واشنطن قد حرصت من عام 2001 على متابعة تلك القضية مع الحكومة السعودية، بهدف إزالة ما يصفه البعض بـ"خطاب الكراهية" في المناهج التعليمية التي لا تكمن أهميتها في أنها تُدرّس للطلاب في المملكة فحسب، بل وتنتشر في مؤسسات تربوية تشرف عليها السعودية بعشرين دولة أخرى.
وسبق للرياض أن أعلنت أكثر من مرة أنها أجرت عمليات المراجعة المطلوبة، كما قامت عام 2005 بنشر إعلانات في صحف ومجلات أمريكية تؤكد إجراء تعديلات على المناهج التعليمية بهدف "تحسين فرص إعداد الطلاب لمواجهة تحديات المستقبل."
ولكن مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" الأمريكية قالت في بيان أصدرته الثلاثاء إن مراجعة سرية لمناهج التعليم السعودية أفضت إلى خلاصة مفادها أن الكتب المستخدمة بعملية التعليم مازالت تحتوي على مواد "تحض على عدم تقبل الآخر أو التسامح معه كما تحض على العنف بشكل يمكن أن يهدد الأقليات الدينية والعرقية."
وأضافت المؤسسة أن إدارة أوباما علمت بالتقرير عام 2012 ولكنها قررت عدم نشره بسبب القلق من احتمال انعكاساته السلبية على صورة السعودية في العالم بسبب إشارته إلى أن المناهج السعودية تضم مواد "تقلل من إنسانية المسيحيين واليهود."
من جانب آخر، قال مسؤولون حاليون وسابقون في الإدارة الأمريكية لـCNN إن خلاصة التقرير تبعث بإشارات متضاربة حول محتوى المناهج التعليمية السعودية، إذ تؤكد "حصول تقدم في بعض المواد وحذف أخرى تستخدم خطابا يعتمد الكراهية" مع ضرورة مواصلة العمل على جوانب أخرى.
ولكن علي أحمد، وهو أكاديمي سعودي يدير "معهد شؤون الخليج" في واشنطن، قال إنه خلال السنوات التي عمل فيها على موضوع مراجعة مناهج الدراسة السعودية لمس عدم رغبة الجانب الأمريكي في الضغط على السلطات السعودية لحل المشكلة.
وأوضح أحمد لـCNN قائلا: "كتبت عدة أبحاث وقدمت الكثير من النصائح كما وفرت كتبا مدرسية سعودية تؤكد أن السلطات لم تجر أي تغييرات لكن بعض المسؤولين الأمريكيين حذروني من أن حملتي قد تضر بالعلاقات بين البلدين."
وتابع أحمد بالقول: "أمريكا تواجه الصين وروسيا دفاعا عن حقوق الإنسان ولذلك لا أعرف لماذا لا يمكنها الطلب من السعوديين تنظيف سجلهم بحقوق الإنسان. أمريكا ليست دولة صغيرة مثل بنما ولا تمتلك القدرة على فرض التغييرات وواقع استمرار المشكلة يشير إلى أن الجانب الأمريكي لم يحاول بجدية أو أن سياسته حيال القضية فاشلة. إذا رغبت أمريكا في الضغط فيمكنها فعل ذلك ولكنها لم تحاول حتى."
من جانبه، قال ديفيد أندرو وينبيرغ، الباحث في مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات " وأحد العاملين على الدراسة، إن قضية مناهج التعليم يجب أن تدرج على جدول أعمال الرئيس الأمريكي خلال زيارته المرتقبة للرياض، مضيفا أن ما وصفه بـ"خطاب الكراهية" في المناهج السعودية بحاجة للمعالجة بما يبعث برسالة لمن وصفهم بـ"المتشددين" في المملكة، مفادها أن فتور العلاقات بين واشنطن والرياض لن يمنع أمريكا من طلب احترام قيم التعدد والإصلاح.