الكويت (CNN)-- وجه الرئيسان الروسي، فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ، رسالتين إلى القمة العربية التي اختتمت أعمالها في العاصمة الكويتية الأربعاء، في الوقت الذي وجهت فيه جماعة "الإخوان المسلمين" رسالة أخرى مطولة، ردت فيها على إعلانها "تنظيماً إرهابياً" في كل من مصر والسعودية.
وبينما اعتبر بوتين أن "العالم العربي يمر بمرحلة مهمة، ترافقها تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية معقدة"، فقد شدد على حرص بلاده على "تعزيز علاقات الشراكة مع جامعة الدول العربية، للمساعدة على تحقيق السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط."
وأعرب الرئيس الروسي، الذي تُعد بلاده أحد أبرز حلفاء نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، عن اهتمام بلاده بالتوصل إلى "تسويات سياسية للصراعات والنزاعات احتراماً لسيادة واستقلال جميع الدول"، فقد دعا إلى "مواصلة المحادثات بين الحكومة والمعارضة في سوريا."
كما كشف نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، عن تلقي رسالة أخرى من الرئيس الصيني، وهو حليف آخر لنظام الأسد، أكد فيها استعداد بلاده للعمل على "مواصلة توطيد وتجسيد الثقة السياسية المتبادلة، وتعميق التعاون العملي في كافة المجالات، بما يرتقي بعلاقات التعاون الاستراتيجي بين الصين والدول العربية."
أما جماعة "الإخوان المسلمين" فقد ذكرت، في رسالتها إلى الدورة اـ25 للقمة العربية الأربعاء، والتي حصلت CNN بالعربية على نسخة منها، إنها تتعرض لـ"مظالم واضطهادات مادية ومعنوية فاقت كل الحدود ولا تزال"، في الوقت الذي شددت فيه على "حرمة الحياة الإنسانية وحرمة الدم."
وقالت الجماعة في رسالتها إلى القمة: "لقد وجه إلينا اتهام بالإرهاب، استبيحت على أثره حياتنا ودماؤنا وأموالنا وأعراضنا وحرياتنا.. وتجري محاولات لتوسيع هذا الاتهام، إحداها تجري من خلال مؤتمركم هذا"، من بيان الإخوان المسلمين في إشارة إلى بند "مكافحة الإرهاب"، الذي كان مدرجاً على جدول أعمال القمة العربية.
وأضافت جماعة الإخوان، التي يتعرض أنصارها لحملة ملاحقات واسعة في عدة دول عربية، في مقدمتها مصر: "نحن جماعة نستمد أفكارنا ومبادئنا ومنهاج حياتنا من الإسلام الوسطي.. وترفض الإكراه والعنف.. فمن كانت هذه عقيدته، فإن من المستحيل عليه أن تمتد يده بالسوء لأحد، ولو امتدت يد الأخير إليه بالسوء."
وتطرقت الرسالة إلى وضع الإخوان في عدد من الدول العربية بقولها إن "الإخوان المسلمين الذين خرجوا من مصر إلى بعض الدول العربية في الخمسينيات وما بعدها، كانوا نماذج للإخلاص والاجتهاد في الإعمار وبناء نهضة تلك الدول.. دون تدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما يزال عليه الإخوان إلى الآن، وسيبقون عليه."
وعن إعلان الجماعة كـ"تنظيم إرهابي" في مصر والسعودية، وملاحقة أنصارها في الإمارات وبعض الدول الأخرى، ذكر البيان: "المؤسف أن تتولى دول - حرضت على الانقلاب، ووافقت على كل جرائمه ولا تزال تدعمه وترعاه بالمال وتشتري له السلاح وتؤيده سياسياً- ترويج هذه الفرية، رغم أنهم يعلمون أن الإخوان أخلص الناس لدينهم ووطنهم وأمتهم."
وأضافت رسالة الإخوان إلى القمة: "هذا الموقف من هذه الدول، إنما يعطي ذريعة لكل من يريد أن ينقلب على نظام شرعي مستقر، ووقتها لن يستطيع أحد النكير عليه، بما يفتح آفاق الفوضى في كافة الدول على مصراعيها، وكان يسعها أن تقف من الانقلاب العسكري موقف الاتحاد الأفريقي."