الكويت (CNN)-- رغم أن القمة العربية التي اختتمت أعمالها في العاصمة الكويتية الأربعاء، لم تتطرق إلى ملف الخلافات بين كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جانب، وقطر من جانب آخر، إلا أن هذا الملف فرض نفسه بقوة على أروقة القمة، مما أثار تكهنات بأن اجتماعات القادة العرب قد تقتصر على اليوم الأول الثلاثاء.
وتُعد الدورة الـ25 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة هي أول اجتماع عربي على هذا المستوى، منذ قيام كل من الرياض وأبوظبي والمنامة بسحب سفرائهم من الدوحة، مطلع مارس/ آذار الجاري، بدعوى عدم التزام قطر ببنود اتفاق خليجي يقضي بعدم التدخل في الشؤون الدول الأخرى الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي.
وتباينت آراء السياسيين والمراقبين المشاركين في الدورة الـ25 للقمة العربية بشأن السبب الحقيقي وراء عدم طرح هذا الملف "الشائك" على جدول أعمال قمة الكويت، حيث شدد وكيل وزارة الخارجية الكويتية، خالد الجار الله، على أن "الأمر متروك للمناقشة داخل البيت الخليجي."
وعبر رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" السودانية، أحمد الطيب البلال، عن اعتقاده بأن "طرح هذه القضية على القمة العربية يعني فشل هذا التجمع الإقليمي (مجلس التعاون الخليجي) في حل الخلافات ما بين أعضائه، وعادةً ما يسعى الخليجيون لحل خلافاتهم داخل بيتهم.. دون نقل الملف إلى القمة العربية." رئيس تحرير اخبار اليوم السودانية، أحمد البلال
وأضاف البلال، في تصريحات لـCNN بالعربية، أن "مستوى تمثيل الدول الخليجية في قمة الكويت، يعكس مدى عمق هذه الخلافات"، كما عبر عن اعتقاده أنه "إن لم تكن هناك خلافات بين قطر من جانب، وبعض الدول الخليجية الأخرى من الجانب الآخر، لكان مستوى التمثيل أرفع مما رأيناه."
أما أسامة عجاج، مدير تحرير صحيفة "الأخبار" القاهرية فأكد أنه "كان هناك اتفاق على مستوى وزراء الخارجية، وعلى مستوى المندوبين، على عدم طرح هذا الموضوع على القمة باعتباره شأناً خليجياً، يستطيع قادة الخليج تسويته داخل البيت الخليجي"، لافتاً إلى أن "هناك جهد خليجي يتم بذله من جانب الكويت وسلطنة عًمان لإنهاء هذا الخلاف، بعيداً عن تعقيد الموقف العربي، الذي لا يحتمل مزيداً من التعقيد."
أما فيما يتعلق بالشأن المصري، فقال عجاج لـ CNN بالعربية: "كانت هناك بوادر لحل الأزمة مع قطر، إلا أن قيام السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائهم من الدوحة، أدى إلى زيادة الموقف تعقيداً، حيث رأت القاهرة أن تتأنى في إنهاء هذا الملف، بعد أن وجدت ظهيراً خليجياً يدعم موقفها."
من جانبه، قال الإعلامي البحريني بصحيفة "الوطن"، هشام الزياني، إن "سبب عدم مناقشة القمة الخلافات الخليجية، خصوصاً بين قطر من جهة، والإمارات والسعودية والبحرين من جهة، هو التركيز على القضايا العربية"، فيما قال الصحفي اللبناني، أحمد البوز، إن "الأزمة الخليجية سوف تُحل بين الكواليس، وليس أمام العلن."
ووصف عادل درويش محلل الشؤون البرلمانية في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، الذي تتولى بلاده رئاسة القمة العربية، بأنه "صاحب الخبرة الأكبر بين الزعماء العرب في المجال الدبلوماسي، والإدارة السياسية والإقليمية والعالمية."
وأضاف درويش، في تصريحاته لـCNN بالعربية، أنه "إذا ما شعر الشيخ صباح بوجود إمكانية لحل الأزمة الخليجية خلال القمة هذه، فإنه سوف يعمل على تسويتها، أو قد يؤجلها إلى وقت لاحق، لحلها داخل إطار مجلس التعاون الخليجي، أو بشكل ثنائي.. أما إذا لم يستطع حلها، فإن مدتها قد تطول لأكثر من 30 عاماً."