الجزائر (CNN)-- بعد شد ومد وتبادل للتصريحات وجس للنبض حول الجهة التي سيميل إليها التيار الإسلامي في الجزائر، خاصة مناضلي "الحزب المحظور،" الجبهة الإسلامية للإنقاذ، بالنظر إلى القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي كان يتمتع بها قبل حله، وأي مترشح من بين الستة التي سيزكيها في الانتخابات الرئاسية التي ستعرفها الجزائر يوم 17 أبريل/ نيسان الجاري، جاء بيان وقعه رئيس الحزب المحل والناطق الرسمي السابق لـ"الفيس"، عباسي مداني، وأطّلع عليه موقع CNN بالعربية، ليخيب ما بناه مساندو بن فليس، بتأكيد زعيم الحزب المحل على المقاطعة الكلية والمطلقة للانتخابات الرئاسية التي ستشهدها الجزائر.
وقد جاء في البيان الذي وقعه زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، عباسي مداني، ما يوضح وضع "الفيس" حدا للأنباء التي تداولت مؤخرا حول تزكية "الفيس" للمترشح علي بن فليس، موضحا أن: "الجبهة الإسلامية للإنقاذ ترفض المشاركة في انتخابات 17 أبريل/ نيسان 2014،" كون نتائج الاقتراع حسب البيان محددة سلفا،" رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ، عباسي مداني وأضاف البيان أن: "وزراء بوتفليقة تحولوا إلى تنسيقية مساندة والإدارة تحولت إلى حزب غير معتمد لصالح العهدة الرابعة".
كما لم يخف بيان "الفيس" أنه دخل في اتصالات مع المشاركين في الانتخابات الرئاسية للبحث عما أسماه: "بارقة أمل في شراكة حقيقية لعهدة رئاسية انتقالية،" اشترط خلالها مشاركة الحزب المحل في صياغة برامجها وتنشيط حملتها. وهذا ما ذهب إليه الرجل الثان في "الفيس" المحل، علي بن حاج حينما كتب في موقعه على شبكة التواصل الاجتماعي: "هنالك لقاء بين رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس مع القياديين الأخ علي جدي والأخ كمال قمازي وليس الأخ عبد القادر بوخمخم، وقادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ يتصل بهم ويتصلون بغيرهم من جميع التيارات السياسية من أجل تبادل الرأي ومناقشة القضايا التي تهم الشعب الجزائري." فهي لقاءات، يضيف بن حاج "يجب أن توضع في إطارها بعيدا عن الاستنتاجات الخاطئة والكتابات الإعلامية المغلوطة التي توضع في هذا الاتجاه أو ذاك".
لكن وبحسب البيان فإن محاولات الحزب المحظور باءت بالفشل، ورأت "الموقف الأرشد والأصوب لا يكمن في مجرد إعلان مقاطعة دون تفعيلها شعبيا ولا مشاركة في انتخابات صورية".
وأضاف مدني في البيان أنّ موقف حزبه يتمثل في "الدعوة إلى تنظيم مرحلة انتقالية حقيقية تشارك فيها جميع الفعاليات السياسية والاجتماعية المعتمدة والمحظورة بما في ذلك الجبهة الإسلامية للإنقاذ وبمشاركة السلطة،" مع "عدم القفز على الحلّ الشامل والعادل لأزمة 1992".
هذا وعلق أحمد مراني، وزير الشؤون الدينية الأسبق وأحد أبرز قادة "الفيس" في تصريحات صحفية له، عما يجري من حراك في الجزائر وقول البعض إن بوتفليقة هو الضامن الوحيد للاستقرار في البلاد حيث قال: "من يؤمن بهذا الأمر ما عليه إلا أن يقرأ التاريخ، فلم يحدث ولا مرة أن شخصا وحده يمثل استقرار بلد لا في العالم العربي ولا الغربي، بل إن أوروبا عرفت الاستقرار والازدهار، عندما مارست التداول على السلطة، لأن البقاء في السلطة حتى الموت يدفع إلى صراعات سياسية على الحكم، وعندها تحدث كوارث".
وأضاف: "استمرار بوتفليقة، سيزيد الازمة في البلاد تعقيدا، أتوقع أن يخرج الجزائريون للتظاهر، هم يبحثون عن جرعة أوكسيجين، ولن يكون ببقاء بوتفليقة، أما إذا كان رئيس آخر، فسيعطي أوكسيجينا جديدا، ويعيد الأمل".