القاهرة، مصر (CNN)- قال المتحدث العسكري للجيش المصري، العقيد أحمد محمد علي، إن هناك مؤشرات على تورط عناصر من جماعة "الإخوان المسلمين"، في تصعيد الاشتباكات القبلية التي تشهدها مدينة أسوان، بجنوب مصر، والتي أسفرت، حتى اللحظة، عن سقوط ما لا يقل عن 23 قتيلاً.
وبينما ذكرت مصادر أمنية لـCNN بالعربية أن الاشتباكات، التي بدأت الجمعة، بين قبيلتي "الهلالية" و"الدابودية"، جاءت على خلفية "معاكسة فتاة"، قال المتحدث العسكري إنه جاري احتواء الأزمة بين القبيلتين، بعد تدخل عناصر القوات المسلحة، بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية بمحافظة أسوان.
وأضاف المتحدث العسكري، في بيان مقتضب أصدره مساء السبت، نشره على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن جهود احتواء الأزمة تجري "وسط مؤشرات بتورط عناصر إخوانية في إشعال الفتنة بين القبيلتين" المتحدث العسكري، دون أن يتضمن البيان مزيداً من التفاصيل.
وفيما لم يصدر رد رسمي من جانب الجماعة، التي أعلنتها الحكومة المصرية "تنظيماً إرهابياً" أواخر العام الماضي، على تلك الاتهامات، إلا أن موقعها الرسمي أبرز تصريحات للناشط السياسي، مايكل سيدهم، مؤسس حركة تُعرف باسم "مسيحيون ضد الانقلاب."
وقال موقع "إخوان أونلاين" إن سيدهم "استنكر تناول أجهزة الدولة لأزمة أسوان؛ حيث تم تسييس القضية، وتوظيفها إعلامياً ضد الإخوان المسلمين، دون أي تحقيقات"، وناشد، في "تدوينة ساخرة" له بمواقع التواصل الاجتماعي، "سلطات الانقلاب"، بأن "يكفوا عن تلفيق التهم للإخوان، فهم إما موتى وإما معتقلين."
ونشرت صفحة "مسيحيون ضد الانقلاب" تعليقاً عن أحداث أسوان، تضمن هجوماً على "الهلايلة"، في إشارة إلى أبناء قبيلة "بني هلال"، وقالت إن "وزارة الداخلية كانت تستعين بهم في فض المظاهرات المؤيدة للشرعية"، أي المظاهرات التي يقوم بتنظيمها أنصار الرئيس "المعزول"، محمد مرسي.
وجاء في التعليق، الذي لم يمكن لـCNN بالعربية التأكد من مصداقيته بصورة مستقلة: "تحرش صبية الهلايلة ببنات من دابود النوبية وقتلوا 3 خارجين من صلاة الجمعة.. انتفض أهل النوبة لكرامتهم وعرضهم فحدث ما حدث.. الداخلية تعمدت التأخر ليقضي الهلايلة على النوبيين، ولكن حدث العكس، وانضمت قبائل أخرى للنوبيين."
كما نشرت الصفحة ذاتها "مسيحيون ضد الانقلاب"، صورة لوزير الدفاع السابق، المشير عبدالفتاح السيسي، المرشح "المحتمل" لرئاسة الجمهورية، أثناء لقائه وفد من "أبناء النوبة"، وكتبت في تعليق تحت الصورة: "يقابل وفد من النوبة.. وتاني يوم حرب أهلية وقتلى وجرحى."
وكانت مديرية الصحة بمحافظة أسوان، في أقصى جنوب مصر، قد أعلنت أن الاشتباكات التي تشهدها المدينة منذ الجمعة، أسفرت عن سقوط 23 قتيلاً على الأقل، وجرح ما يزيد على 31 آخرين، وقالت إن عدد القتلى قابل للارتفاع، لصعوبة الوصول إلى المساكن المحترقة نتيجة الاشتباكات.