الجزائر (CNN)- بعد أن كشف وزير الداخلية الجزائري، الطيب بلعيز، عن نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 17 أبريل/ نيسان الجاري، بدأت معها التعليقات وردود الأفعال، سواء ممن ساندوا وعملوا على إنجاح الحملة الانتخابية للرئيس الجديد القديم، عبدالعزيز بوتفليقة، أو من المعارضة، أو من المقاطعين للانتخابات.
وعمد رئيس الحكومة السابق، ومدير حملة بوتفليقة، عبدالمالك سلال، إلى الدفاع بشدة عن الرئيس، ورد بعنف على المرشح "الخاسر"، علي بن فليس، فيما كان لهذا الأخير رد، قبل أن يدخل الرئيس السابق لحركة "مجتمع السلم"، والمحسوب على التيار الإسلامي، أبو جرة سلطاني، السباق ويدلي بدلوه فيما يجري.
موقع CNN بالعربية كان حاضراً في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الداخلية والجماعات المحلية، لإعلان النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية، قبل أن تنتقل إلى المؤتمر الصحفي الذي عقده سلال، كما أجرى حديثاً مع أبو جرة، ليوضح حقيقة موقفه مما يجري على الساحة الجزائرية.
وشدد سلال على نفي وقوع أي عمليات تزوير شابت العملية الانتخابية، وقال إن "الرئيس بوتفليقة تعهد بعدم الفوز بعهدة رابعة بالتزوير"، كما أشار إلى وثيقة تخص مدير حملة بن فليس، قال عنها: "بحوزتنا وثيقة لمدير حملة علي بن فليس، المكلف بالإعلام لطفي بومغار، يعترف فيها أنه لم يكن هناك تزوير، بل تجاوزات هنا وهناك."
كما أكد سلال، خلال مؤتمره الصحفي الذي أعقب إعلان وزير الداخلية فوز بوتفليقة بفترة رئاسية رابعة، بحصوله على أكثر من 81 في المائة من إجمالي الأصوات، أن "الحملة الانتخابية للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة استقبلت تجاوزات لمترشحين، ولم نرغب في الكشف عنها، وتم تجاوزها." عبدالملك سلال
من جانبه جدد المترشح الحر، علي بن فليس، رفضه لقبول نتائج الانتخابات، وقال إن "الشعب يرى صوته وخياره يتعرض للسرقة الموسوخة، بشكل لا مسؤول، ومناقض تماماً لأبسط الأخلاق السياسية." علي بن فليس
وأضاف: "التزوير برز بشكل فاضح عشية انتخابات 17 أبريل (نيسان)، وكان متعمداً، وتم التحضير له منذ فترة طويلة، من خلال تسليم الوزارات التي لها علاقة بالانتخابات، إلى أقرب المقربين من مرشح النظام، وتحّول الحكومة إلى لجنة مساندة للنظام القائم."
وتابع رئيس الحكومة الأسبق بقوله: "ما حدث الخميس لم يكن انتخابات، بل تزوير فرض نفسه.. أنا لا أعترف بنتائج هذا الاقتراع، ولو اعترفت بها سأكون شريكاً في التزوير، وسأحتج بكل الطرق السلمية والقانونية."
وفي تعليق له على "الحرب الكلامية" بين أنصار بوتفليقة وبن فليس، قال الرئيس السابق لحركة "مجتمع السلم"، وأحد الفاعلين في الساحة السياسية، أبو جرة سلطاني، إن "شرعية الرئيس بوتفليقة ناقصة." أبو جرة سلطاني
وأوضح بقوله: "إذا قارنا انتخابات الخميس 17 أبريل (نيسان) 2014، بتلك المسجلة في 2009 و2004، نجد أن الوعاء الانتخابي قد خسر حوالي 25 في المائة من أصواته، وبالتالي فإن شرعية من انتخب رئيساً هي شرعية ناقصة، لأن 49 في المائة من الشعب غاب عن هذا الاستحقاق المهم"، بحسب قوله.