إخوان الأردن يفصلون 3 قيادات بارزة بعد أشهر من إطلاقهم مبادرة "زمزم"

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
إخوان الأردن يفصلون 3 قيادات بارزة بعد أشهر من إطلاقهم مبادرة "زمزم"
صورة أرشيفية لمسيرة لجماعة الإخوان المسلمين بالعاصمة الأردنية عمان العام 2011Credit: Getty images

عمان، الأردن (CNN)-- فصلت المحكمة الداخلية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، ثلاثة قيادات بارة فيها الأحد، بعد أشهر من محاكمتهم غيابيا، لما قالت إنه مخالفة أنظمة ولوائح الجماعة بتأسيس مبادرة سياسية "خارج إطار الجماعة" حملت اسم المبادرة الأردنية "زمزم."

وجاء قرار الفصل الأحد، عقب أشهر من بدء المحاكمة الداخلية التي قاطعتها القيادات الثلاثة، وهم رحيل الغرايبة مؤسس "زمزم" ونبيل الكوفحي وجميل الدهيسات، وجميعهم محسوبون على ما يعرف بتيار "الحمائم" داخل الجماعة، فيما يسيطر على قيادة الجماعة "تيار الصقور او المتشددين."

وأصدرت المحكمة أقسى عقوبة بحق القيادات الثلاثة وهي "الفصل" حيث شكلت مفاجأة لهم، فيما رجحت مصادر أن القرار يعتبر قاطعا.

ورفضت قيادة الجماعة ممثلة بالمتحدث الرسمي باسم الجماعة زكي بني ارشيد، التعليق على القرار رغم المحاولات المتكررة للموقع الاتصال به.

وقال القيادي الدهيسات لموقع CNN بالعربية: "إن القرار يعتبر تصفية لأفكار وآراء مطروحة ويعبر عن حقد" من الجماعة."

إلى ذلك، أكدت مبادرة "زمزم" في بيان أصدرته الأحد وصل لموقع CNN بالعربية نسخة منه، مواصلة عملها السياسي وبناء نموذج لما وصفته الفكر المعتدل، رغم صدور قرار بالفصل بحق قيادييها الثلاثة.

ووصفت المبادرة القرار، بـ"البائس والذي يعبر عن ضيق أفق،" فيما أكدت تلقيها القرار "بمشاعر الصدمة والقلق إزاء الإقدام على مثل القرار البائس،" وقالت إنه "يخلو من الحكمة في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها الجماعة، إذ أنها أحوج ما تكون إلى لملمة الصف واستيعاب الخلاف."

وجددت المبادرة تأكيدها بأنها أعلنت للقاصي والداني بكل وضوح وجرأة أنها تسعى إلى ايجاد الصيغ التشاركية القائمة على تعظيم مساحات التوافق وتقليل شقة الخلاف، بين جميع مكونات المجتمع السياسية والدينية والفكرية، من أجل الإسهام في حفظ هذا البلد واستقراره، والحيلولة دون الانزلاق إلى العنف والفوضى كما يجري في أغلب دول الجوار.

وفيما اعتبرت المبادرة، القرار "إساءة" إلى نفر منها ممن يسعون جاهدين إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفكر المعتدل، رأت بأنه يدل دلالة واضحة على أن هناك فئة ما زالت تعيش فكر العزلة والانغلاق والجمود الذي أدى خسران الجماعة كثيراً من ميادين التأثير والفاعلية، وعدم القدرة على قراءة المشهد بدقة، والعجز عن مواكبة العصر، ويعملون على صناعة الأعداء والخصوم.

وكانت زمزم قد أشهرت في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي برعاية مسؤولين سابقين في البلاد، وسط جدل واسع حفلت به الأوساط السياسية والاعلامية تمحورت حول وجود نذر انشقاق داخل الجماعة على خلفية تأسيس المبادرة السياسية خارج البيت الاخواني.

وتتعامل جماعة الإخوان مع قضايا المحاكم الداخلية بتكتم شديد، بلغت المحكمة الداخلية قيادات "زمزم" بأولى جلسات المحاكمة في 18 ديسمبر/ كانون الأول المنصرم، إلا أنها استمرت دون حضور القيادات.