محللون: بوتفليقة يعد الأخضر الإبراهيمي لمنصب مهم في الجزائر

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير ابراهيم سعد الله
محللون: بوتفليقة يعد الأخضر الإبراهيمي لمنصب مهم في الجزائر
صورة أرشيفية للمبعوث الأممي للملف السوري، الأخضر الإبراهيميCredit: Getty images

الجزائر (CNN)-- كشفت مصادر مطلعة من رئاسة الجمهورية الجزائرية لموقع CNN بالعربية، الأربعاء، عن وجود مفاوضات جادة مع الدبلوماسي الجزائري الكبير، الأخضر الإبراهيمي لتولي منصب رئيس لجنة المشاورات السياسية في الجزائر المزمع أن يتم تعيينها من طرف بوتفليقة في الأيام القليلة القادمة، كأول محطة من ورشة الإصلاحات التي تعهد بالقيام بها. بعد أن أوكل كما هو معلوم رئاسة الحكومة إلى مدير حملته الانتخابية عبد المالك سلال وعينه على في منصب وزير أول.

وقالت نفس المصادر أن السمعة العالمية التي يتمتع بها الإبراهيمي وشبكة العلاقات الدولية التي استطاع أن ينسجها عبر مسيرته الطويلة من خلال مهامه المختلفة سواء في الخارجية الجزائرية أو لدى هيئة الأمم المتحدة تصب في صالحه، وتخدم أكثر بوتفليقة لتأكيد ما سبق وأن قطعه على نفسه حينما أدى اليمين الدستوري الإثنين 28 أبريل/ نيسان، وأكد على إحداث عدة إصلاحات ستلقى دون شك بتدعيم شخصية كبيرة كالأخضر الإبراهيمي صدى إعلامي عالمي.

ولو أن الإبراهيمي البالغ من العمر 81 عاما لم يكشف صراحة إن كانت لاستقالته عن المهمة التي أوكلت له في سوريا من طرف الأمم المتحدة، لها علاقة بالمنصب الذي يهيئه له الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إلا أن المتتبعين للشأن الجزائري ومن بينهم الأستاذ عبد الرحمن حديبي قال لموقع CNN بالعربية إن اللقاء الذي جمع بوتفليقة والإبراهيمي ليلة الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 17 أبريل/ نيسان لم يكن بريء، وواصل بالقول: "هو لقاء أسال الكثير من الحبر سواء من حيث التوقيت أو من حيث ما دار بين الرجلين، كما أن حديث بوتفليقة حول مجريات الحملة الانتخابية وتصريحات الابراهيمي عقب لقائه بالرئيس لا يخرج عن خانة التزكية المطلقة من الإبراهيمي لبوتفليقة، خاصة لما نعلم أن الرجلان هما أصدقاء للنضال الوطني في وقت مضى."

وما يعزز فرضية موافقة الإبراهيمي على طلب بوتفليقة لتولي منصب رئاسة لجنة المشاورات السياسية، حسب حديبي، تكمن في أن الإبراهيمي يحظى بمكانة خاصة لدى رجال الدولة ولدى شريحة واسعة من المعارضة وكذا من الشخصيات الوطنية.

ومن جهة أخرى قال الأستاذ عمر لافي عضو الحركة الجمعوية بالجزائر، إن بوتفليقة بحث عن شخصية توافقية تحظى باحترام وتقدير الكثيرين في الجزائر، وهذا لإعطاء مصداقية أكثر للجنة المشاورات السياسية، ولم يجد أحسن من الإبراهيمي لتولي هذا المنصب، مقارنة بالمرة الماضية أي في سنة 2012، وأضاف الأستاذ لافي قائلا إن: "المرة السابقة حينما عين بوتفليقة على رأس اللجنة رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن وصالح وإلى جانبه المستشار برئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي والجنرال السابق محمد تواتي، فإن هذه التركيبة لم تحقق الإجماع المطلوب والتجاوب الكبيرين، بينما الإبراهيمي بتاريخه ومشواره الدبلوماسي الحافل من دون شك سيكون لتعيينه رئيسا للجنة المشاورات السياسية قبولا ورضا لدى مختلف الألوان السياسية." عمر لافي، عضو الحركة الجمعوية