واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، إن حكومته ستضمن سلامة العملية القضائية المتعلقة بأحكام الإعدام الصادرة بحق المئات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين مؤخرا، كما نفى سيطرة وزارة الدفاع أو الداخلية على الحكومة، وأكد أن لدى واشنطن رغبة بعودة العلاقات إلى سابق عهدها مع القاهرة.
مواقف فهمي جاءت في مقابلة مع شبكة CNN خلال زيارة الأخيرة إلى الولايات المتحدة تناول فيها عدة قضايا، على رأسها أحكام الإعدام المتعددة الصادرة من القضاء المصري وانتقاد البعض لها بأنها مسيسة وتستهدف المعارضة قائلا: "علينا ترقب الأمور، وأنا لا أصدر أحكام إدانة أو براءة لأحد، فهذا أمر من مهمة القضاء، رغم أنني أرى وجاهة السؤال حول القضية إذ أن الأمور قد تبدو قاسية وتترك تساؤلات، ولكنني أرد بالإجابة الوحيدة التي يمكنني تقديمها وهي أننا سنضمن عملية قضائية نزيهة."
وعن كيفية الوصول إلى ديمقراطية حقيقة في ظل إقصاء ملايين المصريين الذين كانوا يدعمون الرئيس المعزول محمد مرسي قال فهمي: "فهمي: جماعة الإخوان المسلمين لم تصنف جماعة إرهابية إلا مؤخرا، لقد كانت جمعية قانونية طوال الفترة ما بين يونيو/حزيران وحتى نوفمبر/تشرين الثاني أو ديسمبر/كانون الأول الماضيين، ولكن كل ما كنا نراه هو العنف اليومي، وهناك نقطة لا يعود بعدها العنف مقبولا، فإذا ما أصرت جهة ما على العنف لأهداف سياسية عندها تكون جماعة إرهابية."
وتابع بالقول: "إذا كنت مصريا وترغب في قبول الدستور كنص أساسي يحكم عملك فيجب عليه التصرف بسلمية وسيكون لك موقعك في المجتمع، وهذا أمر واضح."
وعن احتمال عودة البلاد إلى الوراء من جديد في ظل إمكانية فوز المشير عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية قال فهمي: "كلا، لا عودة إلى الوراء لثلاثة أسباب، أولا ثورة 25 يناير ومن ثم ثورة 30 يونيو، والدستور الجديد، الرئيس الجديد لن يتمكن من تعيين رئيس الوزراء دون استشارة القوى التي تمتلك الغالبية النيابية، وللرئيس فترة حكم محددة لا يجب أن تزيد عن ولايتين، كما أن صلاحياته تقلصت بنسبة 35 في المائة، وهو سيحكم شعبا ثار لمرتين ضد رئيسين للأسباب نفسها."
وأضاف الوزير المصري: "يجب أن نبقي نحن في الحكومة أنفسنا تحت الضغط، وهذا واجب على المصريين أيضا، وعلينا في الحكومة التركيز على تحقيق الأهداف، بصرف النظر عن المصاعب، وفي مقدمتها العنف والاضطرابات الإقليمية، فعلينا أن نتعامل معها ونوفر الانفتاح السياسي لأن البلاد تمر بمرحلة انتقالية."
ونفى فهمي أن تكون هناك حالات لملاحقة الصحافيين في مصر، باستثناء قضية قناة الجزيرة مضيفا: "هناك حكومة لديها تصميم على توفير حرية العمل للصحفيين، وقد أوضحنا هذا في بيان علني، ولكن إذا ما ارتكب أحدهم جريمة ما فسوف أعتقله، ولكنني لن أعتقل أحدا لأنه يمارس عمله المهني بطرح القضايا الشائكة والأسئلة الصعبة."
وعن العلاقات مع أمريكا وفرص عودتها إلى طبيعتها قال: "الرغبة موجودة، وجميع من قابلتهم في هذه الزيارة أكدوا لي وجود رغبة بمواصلة السير معا إلى الأمام، والسبب أننا نحاول أن نصلح أمورنا بأنفسنا وبما ينسجم مع القانون الدولي، فنحن لا نسعى إلى إقامة دولة معزولة هنا، أما حول اختلاف الآراء داخل الحكومة المصرية فهذا شيء طبيعي، وموجود في أمريكا أيضا، وسببه ليس العداء بل الاختلاف السياسي الطبيعي."
ونفى فهمي وجود غلبة للمؤسسات الأمنية على الحكومة المصرية قائلا: "أتمنى لو أن باستطاعتكم القدوم إلى مصر ومشاهدة أحد الاجتماعات الحكومية، ما يقال عن سيطرة وزارة الدفاع أو وزارة الداخلية غير صحيح."