دمشق، سوريا (CNN) -- أكد مسؤول سوري بدء عملية إخراج مقاتلي المعارضة من أحياء حمص القديمة، بعد حصار استمر لقرابة عامين، وذلك بموجب اتفاق مع الحكومة السورية يتيح لمقاتلي المعارضة والمدنيين في المنطقة الخروج الآمن منها بأسلحتهم، في تطور ربطه البعض بقرب موعد الانتخابات الرئاسية ورغبة النظام في إثبات إمساكه بالمدينة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن محافظ حمص طلال البرازي قوله إنه بالتزامن مع عملية خروج المسلحين "من المرجح أن تبدأ عملية التسوية والمصالحة لجعل مدينة حمص خالية من السلاح والمسلحين" مضيفا أن العمل يتم كي "تشمل العملية جميع أحياء حمص وليس حمص القديمة فقط" وأن وحدات من الجيش ستقوم بعملية التفتيش وتفكيك العبوات الناسفة والألغام وإزالة السواتر الترابية.
أما المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو هيئة معارضة مقرها لندن، فقد ذكر أن عملية الخروج بدأت عبر حافلتين خرجتا من أحياء حمص المحاصرة، باتجاه بلدة الدار الكبيرة بريف حمص الشمالي وبمجرد وصولهم الى الدار الكبيرة سوف يجري الافراج عن دفعة من المختطفين من بلدتي نبل والزهراء اللتان تقطنهما غالبية من الشيعة بريف حلب.
وكانت المعارضة السورية قد نددت بما أشارت تقارير صحفية إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد قد طلبه لقاء التوصل إلى هدنة في حمص تتيح إنهاء حصار الأحياء القديمة بالمدينة وإجلاء من فيها، وخاصة لجهة شمولها الإفراد عن معتقلين إيرانيين، معتبرة أن مطالب النظام تؤكد "عمالتها لإيران" وأنه "الوكيل الحصري للإرهاب" بالمنطقة.
وقالت نورا الأمير، نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، قولها إن توقيت مثل هذه الخطوة "يتزامن مع مسرحية الانتخابات، والتي يحاول (الرئيس السوري) بشار الأسد تمثيلها أمام مرأى المجتمع الدولي، هو ضرب من ضروب الابتزاز السياسي الذي يسعى بواسطته إلى السيطرة على قلب المدن السورية، من أجل توفير مناخ مناسب لمسرحيته الانتخابية."
ويطلق الناشطون المعارضون في سوريا على حمص وصف "عاصمة الثورة" باعتبارها من أولى المدن التي خرجت على النظام منذ بداية الأزمة، وتقطن المدينة غالبية من السنة، بينما تحيط بها بلدات علوية، وقد شهدت قتالا ضاريا طوال الأشهر الماضية.