القاهرة، مصر (CNN) -- قال وكيل الأزهر، عباس شومان، إن القارئ المصري المعروف، فرج الله الشاذلي، الذي كان قد ظهر مؤخرا في تسجيل وهو يرفع الأذان الشيعي من مسجد في العراق، قد تعرض للخداع، مضيفا أن الحادث وقع قبل سنوات، ويجب أن يكون عبره للأخرين من أجل التنبه إلى "مكر وخداع الشياطين" على حد قوله.
وكانت القضية قد بدأت مع انتشار تسجيل فيديو للشاذلي وهو يرفع الأذان الشيعي الذي يختلف عن نظيره السني، قبل أن يظهر تسجيل آخر له مع رجال دين شيعة وهو يتحدث عن "المهدي المنتظر" ويردد أدعية له مشيرا إلى قضية "التمهيد" لظهوره، وهي معتقدات شيعية تختلف عن النظرة السنية للمهدي.
وأعقب ذلك إعلان وكيل الأزهر، الشيخ عباس شومان، عبر بيان بصفحته على موقع "فيسبوك" إن الشاذلي "الذي ظهر معمما في فيديو بالعراق يؤذن بآذانهم، ويتعهد لقادتهم بالتمهيد لظهور المهدي المنتظر، لن يسمح له بالتلاوة في الجامع الأزهر، ولن يدخله إلا مصليا بين المصلين، فلا يشرف الأزهر الشريف أن ينتمي إليه واحد من أمثاله."
وتابع شومان بالقول: "سأطلب من وزير الأوقاف معاملته بالمثل في جميع المساجد التابعة للأوقاف، وإحالته للتحقيق فيما نسب إليه في الفيديو المتداول على المواقع المختلفة، وأقول له إن بعض دينارات ليست ثمنا كافيا لأن تبيع دينك وعلمك في أواخر أيامك، واعلم بأنك وأمثالك ومن كنت تجلس معهم يلقنونك كالتلميذ، ومن يقف خلفهم لن يستطيعوا التمهيد لأحد، ولن تستطيع الدنيا بأثرها التأثير على سنية المصريين."
ولكن الشاذلي ظهر ليل الاثنين عبر برنامج الإعلامي وائل الإبراشي ليشرح وجهة نظره حول ما حصل، فقال إنه تعرض لمكيدة واضطر لرفع الأذان بعدما قال المؤذن الشيعي له إنه عاجز عن ذلك.
وعاد شومان ليعلق الثلاثاء تحت عنوان: "حتى لا تنخدعوا بمعسول الكلام، وتحذروا مكر هؤلاء" مضيفا: "لعل ما حدث للقارئ فرج الله الشاذلي يكون درسا لينتبه الناس لمكر وخداع الشياطين الذين أوقعوه في مالا ينبغي لمثله أن يقع فيه مهما كانت المغريات ومهما حاول المحاولون، فقد اتصل بي الرجل وأفاد بأن الفيديو سجل قبل عدة سنوات، وأنه أحرج ولم يستطع التخلص منهم حين طلبوا منه رفع الآذان، وهي حجة ضعيفة وعذر عن أمر يصعب أن يمحوه اعتذار."
وتابع شومان بالقول إن الشاذلي "أزهري خالص، ولا علاقة له بهؤلاء ولا بفكرهم المريض" ونقل عنه أنه "يعتذر أشد الاعتذار، ولن يعود لمثلها" مضيفا أنه رفض أن يتحدث خلال مقابلة الإبراشي "حتى لا يشعر هؤلاء بانتصار خطتهم المسمومة،" وختم بالقول: "يكفي هؤلاء الذين ظنوا أنهم كسبوا شخصا يروج لفكرهم المريض أن يستمعوا له وهو يتبرأ منهم، وعلى الجميع أن يحذروا هؤلاء الذين لا خلاق لهم، فقد احتفظوا بالفيديو لاستخدامه بالوقت المناسب وقد فعلوا."
يشار إلى أن قضية التشيع في مصر تثار بين فترة وأخرى على خلفيات سياسية واجتماعية متعددة، وتتهم القوى السلفية في البلاد السلطات الإيرانية بمحاولة نشر المذهب الشيعي، الأمر الذي تنفيه الأخيرة، علما أن العلاقات السياسية بين القاهرة وطهران مرت مؤخرا بمراحل من المد والجزر، وإن كان الفتور هو المسيطر عليها.