المفرق، الأردن (CNN)-- قال السفير الأردني في طرابلس فواز العيطان، إنه لم يتلق أي تهديدات في وقت سابق لاختطافه من قبل جماعة مسلحة لمدة ٢٨ يوما.
جاء ذلك في تصريحات لموقع CNN بالعربية خلال تلقيه التهاني في بلدته رحاب بمحافظة المفرق شمال الأردن، عقب ساعات من الافراج عنه صباح الثلاثاء.
واستقبل العيطان بحفاوة في بلدته، سبقها أضا استقبال حاشد في مطار ماركا العسكري بحضور الأمير فيصل بن الحسين ورئيس الحكومة الاردنية عبدالله النسور.
وقال العيطان " الحقيقة عملية الاختطاف كانت مفاجئة ولو كنا تلقينا تهديدات لاتخذنا تدابير أخرى .. لكن ثقتنا كانت كبيرة جداً بالقيادة الأردنية، ومواقف قيادتنا الحكيمة التي اعتدنا عليها والتي امتدت، منذ تأسيس الإمارة، مع ليبيا وغيرها من الدول ."
وفيما أكد العيطان أنه مايزال السفير الأردني في طرابلس، قال إن العلاقات "الليبية الأردنية ممتازة وستبقى ممتازة".
وقال العيطان حول لقائه بالسجين الليبي محمد الدرسي الذي سلمته السلطات الأردنية ضمن صفقة الافراج بالتزامن صباح الثلاثاء " التقيته ربما لدقيقة صباح اليوم في طرابلس، بعد وصوله بطائرة خاصة وسلمت عليه حسب الاتفاق بين الجانبين، وحسب ماهو متفق بين كل الأطراف وأعتقد أن القضية إنسانية، وبالفعل تعانقنا تمنينا له كل الخير بغض النظر إن كان مخطئا او مصيبا، الأمور بخواتيمها".
وعن بعض حيثيات لحظة اختطافه في ١٥ أبريل/ نيسان الماضي قال " وأنا ذاهب صباحا إلى مكتبي اعترضتني سيارتين واحدة في الأمام والثانية بالخلف وتم اقتيادي دون عنف أو مقاومة ..."
ونفى العيطان تعرضه لأي إساءة من الجهة الخاطفة خلال اعتقاله ، فيما قال في تصريحات إعلامية بحضور الـ CNN بالعربية "المعاملة كانت إنسانية لكن الاختطاف هو اختطاف" وأضاف" الفكرة أيضا لوحدها هي معاناة".
وكان الأردن قد وقع على مذكرة تفاهم قانوني مع الحكومة الليبية الأسبوع الماضي، وتم بموجبها الافراج عن السجين الليبي الدرسي المحكوم بالمؤبد منذ عام ٢٠٠٦ بتهمة محاولة تفجير مطار الملكة علياء الدولي.
وقدم طاقم السفارة الليبية في عمان درعا تذكاريا للسفير العيطان خلال حفل استقباله في بلدته رحاب مؤكدا على ودية العلاقات الليبية الاردنية. وكان في استقبال العيطان اهالي بلدته وعدد من كبار المسؤولين .
وزير الخارجية : المخابرات العامة قادت التفاوض
وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، إن التفاوض مع خاطفي السفير الأردني في ليبيا تم من خلال مسؤول مكلف من قبل الحكومة الليبية بمتابعة هذه الملف، وأن دائرة المخابرات العامة قامت بدور التفاوض إضافة إلى الدور الأمني الذي تقوم به.
وأوضح أن وزير الخارجية الليبي كلف سفير ليبيا لدى الهند علي العيساوي، للاتصال والتنسيق في عملية التفاوض، وأن العيساوي ومجموعة من الشخصيات الليبية قدموا مع السفير العيطان على متن الطائرة التي أقلته من ليبيا.
جودة: التفاوض بشأن الدرسي سبق اختطاف السفير
وفيما يخص الإفراج عن السجين الليبي في الأردن محمد الدرسي، أكد الوزير الأردني أن التفاوض بشأنه كان سابقاً لحادثة الاختطاف، وأنه الاختطاف تم في خضم الجهود التي كانت جارية بهذا الاتجاه، ما أدى إلى تسريع عملية الافراج بعد التوصل إلى مذكرة تفاهم مع الحكومة الليبية مستندة إلى اتفاقية الرياض، لتسليم السجناء إلى بلدانهم لقضاء فترة عقوبتهم.
جودة : انفلات أمني في ليبيا تحاول الدولة السيطرة عليه
ووصف الوزير الأردني الوضع في ليبيا بأنه حالة من الانفلات الأمني، تحاول الدولة الليبية السيطرة عليه، وأن الخارجية الأردنية كانت تتواصل مع أشخاص مؤثرين على الساحة الليبية، ما أدى إلى الافراج عن السفير، وأن بوادر الافراج ظهرت قبل اسبوعين، ثم قبل أسبوع، لكن الاتفاق تم التوصل إليه أمس، وتم تحريك طائرة تابعة للخطوط الملكية الأردنية لتقوم بنقل السفير.
ونفى جودة أن يكون هناك وساطة فرنسية أو من أي دولة، رغم أن العديد من الدول عرضت المساعدة، وكشف عن أن السفير كان عاد إلى عمان سابقا، في ظل تهديدات كانت قائمة في مرحلة من المراحل، حيث طلبت الوزارة من السفير العودة إلى البلاد حينها.