الخرطوم، السودان(CNN)-- يترقب دانيال واني مولد طفلته بشغف، ولكنه يأمل أن لا يعجل ذلك بإعدام زوجته. فزوجته الحامل مريم يحي إبراهيم، حكم عليها بالإعدام شنقاً بعدما رفضت التخلي عن دينها المسيحي واعتناق الإسلام.
عندما أدينت مريم بتهمة "الردة والزنا" من محكمة سودانية قبل اسبوعين، كانت حامل في شهرها الثامن، ومن المتوقع أن تلد طفلتها هذا الاسبوع في سجن بالخرطوم حيث تحتجز مع طفلها البالغ من العمر 20 شهرا.
وفي قضايا سابقة تخص حوامل أو مرضعات، ينتظر السودانيون حتى تنجب الأم وتكمل فترة الرضاعة قبل تنفيذ أي حكم إعدام، والولادة المبكرة تجعل من موتها الوشيك أكثر قرباً. وبرغم قساوة السجن مع طفلين، تمسكت الأم بمعتقداتها، ويقول زوجها واني " بأن هناك ضغوطاً تمارس عليهامن قبل القيادات الدينية الإسلامية بأن تعود إلى الإيمان.. وهي تقول كيف أعود إلى الإسلام ولم أكن مسلمة في يوم ما؟ نعم كان والدي مسلماً، ولكن تمت تنشئتي من قبل أمي."
يقول واني بأن زوجته تمارس المسيحية أكثر منه، ولديهما طفلهما مارتن الذي قاما بتعميده "أعرف زوجتي إنها ملتزمة .. حتى الأسبوع الماضي أحضروا لها شيوخ وقالت لهم، إنني متأكدة من أنني لن أغير ديني." حسبما أوضح زوجها.
وكانت مريم اعتقلت بعدما اتهمها أقاربها بالتنكر لدينها، وقالوا في شكواهم بأنها فقدت منذ سنوات، وصدمت عائلتها عندما وجدوها متزوجة من واني، المسيحي بحسب ما قال محاميها، ويقول واني بأنه لم يقابل أقاربها الذين قدموا الشكوى على الإطلاق، وقد نشأت زوجته كمسيحية مع أمها الأثيوبية الأرثوذوكسية بعدما هجر أبوها الأسرة وهي في سن السادسة، وأوضح أن "أولئك الناس قدموا التهم مدعين أنها أختهم، وقدموا تقريرا للشرطة بأنها اختفت."
وكانت مريم يحي إبراهيم قد اتهمت بالزنا بسبب زواجها من مسيحي، وأضيفت لها فيما بعد تهمة "الردة عن الدين" بسحب ما أفاد زوجها. وتم اعتقالها في 17 يناير/ كانون الثاني، ولا يعترف في السودان بهذا الزواج مما يعني بالنسبة للزوج أن أطفاله لن ينسبوا إليه.
وبالإضافة إلى حكم الإعدام بسبب الردة، فقد حكم على مريم بمئة جلدة عقوبة الزنا.