السوريون على "فيسبوك" مشهد افتراضي ساخر لانتخابات مرتقبة

الشرق الأوسط
نشر
6 دقائق قراءة
السوريون على "فيسبوك" مشهد افتراضي ساخر لانتخابات مرتقبة
Credit: MOHAMMED HUWAIS/AFP/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)  -- اعتاد السوريون على استخدام موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بكثافة، للتعبير عن آراءهم، إزاء ما يجري في سوريا، من أحداث ميدانية، وسياسية، وربما أبرزها حالياً؛ الانتخابات الرئاسية المرتقبة، يوم 3 حزيران/ يونيو المقبل.

وإلى جانب استخدام مرشحي الانتخابات الرئاسية الثلاث، موقع "فيسبوك" في الترويج لحملاتهم الانتخابية؛ ظهرت صفحات على "الموقع الأزرق"،  تتهكم حول فكرة إجراء انتخابات وسط الظروف الساخنة التي تشهدها البلاد، ومن المترشحين لها، وشعاراتهم، وبرامجهم، وأخرى تدعو لمقاطعة هذه الانتخابات، أو مراقبتها.

إحدى تلك الصفحات على "فيسبوك"؛ صفحة انتحلت شخصية المرشح الرئاسي ماهر عبد الحفيظ حجّار، وأخذ عنها العديد من وسائل الإعلام العربية والعالمية، ووصل عدد معجبيها إلى 11600شخص، ورفعت في البداية شعارت حملة حجّار، على سبيل الترويج لبرنامجه الانتخابي، لكنّها نشرت باسمه تدوينات مسيئة  لبعض مكونات الشعب السوري، كالمسيحيين، والأكراد،  الأمر الذي دفع المرشح ماهر حجّار للتبرأ منها، في مستهل أول أطلالةٍ إعلامية له على قناة "الإخبارية السوريّة" مؤخراً، واعتبرها مؤامرة للإساءة له،  فسارع مؤسس الصفحة للتأكيد على أنها مزوّة، ونفى عنها صبغة المؤامرة، وقال في تدوينةٍ له أنّه أنشأها بقصد "التسلية"، وفوجئ بكم المتابعين لها،  وأعلن عن 90 خبراً "موثّقاً لديه"، تم أخذه عن صفحته، نشرتها وكالات وقنوات عالمية من بينها "سكاي نيوز العربية، وصحيفة الوطن السوريّة، وغيرها." إلى جانب الكثير من الإعلاميين الذين تواصلوا معه،  وطلبوا منه تصريحات، وهو ما اعتبره مؤشراً على ضعف مصداقية الإعلام "الرسمي، والدولي"، كما كشفت هذه الصفحة على حد قول مؤسسها عن مدى تعلق الناس في سوريا بالأمل، حتى لو كان بـ "مرشح كارتوني"، وأظهرت له "مقدار الحقد الطائفي، واللاعقلاني بين السوريين"، الأمر الذي يجعل المصالحة فيما بينهم "مستحيلةً" من وجهة نظره، ولازالت هذه الصفحة مستمرة، وحولها صاحبها الذي لم يكشف عن شخصيته، أو مكان إقامته حتى الآن إلى صفحة للتهكم من فكرة الانتخابات الرئاسية السوريّة ومجرياتها.

وتندرج في الإطار ذاته صفحة بعنوان "ادعموا مرشحكم المستقل ماهر حجّار"، وتجاوز عدد معجبيها الأربعة آلاف بقليل،  وترفع شعارات تتهكم من فكرة ترشحه للإنتخابات الرئاسية السورية، مثل: "الحجّار أو ليلكم يصير نهار"، "بالفحم بالنار نفديك ياحجّار"، "انتخبوا ماهر حجّار رئيساً لسوريا الأسد"، "الحجّار أو نحرق الأشجار"، وتنشر صوراً له موقعّة باسم "ماهر المغامر."

أما المرشحّ  حسّان النوري، فلا يزال ينال حظّه، من التهكم، والتهجّم على شخصه، في تعليقات الموالين للأسد، أو المعارضين له، على صفحته "الحملة الرسمية للدكتور حسّان عبد الله النوري"، وكذلك ظهرت صفحات أخرى، تتهكم من فكرة ترشحه للانتخابات، كـ "انتخبوا حسان النوري"، لكن عدد معجبيها لم يتجاوز الـ 134، ورفعت شعارات ساخرة مثل: "انتخبوني أنا محبوب الجماهير"، "النوري أو نطعج البوري"،  وعلقّت الصفحة على إحدى إطلالاته الإعلامية بالقول :"حملتي الرئاسية، أحيان بقول لحالي، بالله مصدق شو عم أعمل".  

وبموازاة صفحة " سوا SAWA" الصفحة الرسمية لحملة  بشّار الأسد على موقع "فيسبوك"، ظهرت صفحة "دافنينو سوا" :"الحملة الرسمية ضد الانتخابات السورية."، وزاد عدد معجبيها على الستة آلاف شخص، وإلى جانب توجهها الساخر من شعار الحملة الانتخابية للأسد؛ تشرح هذه الحملة وجهة نظرها بـ"عدم شرعية" الانتخابات الحالية، التي يرونها: "لا تتجاوز أن تكون مسرحية جديدة لشرعنة وجود الأسد في السلطة." كما أطلقت مؤخراً عبر قناتها على موقع "يوتيوب" أوّل فيديو، من سلسلةٍ حلقات قيل إنها ستنشر تباعاً، كرد على مجموعة فيديوهات ينشرها الإعلام الرسمي، والموالي لـ"النظام السوري" تحت عنوان "سوريا تنتخب".

ويطغى شعار "سوا" على معظم  التدوينات الساخرة لصفحة "برازر. دعشوك"، ويقارب عدد معجبيها السبعين ألفاً، وتركز هذه الصفحة خلال المرحلة الحالية، على  الرصد الساخر لمجريات الانتخابات السورية، وشعارات المرشحين، وحملاتهم، وطريقة تعاطي الإعلام السوري مع المرشحين "المنافسين" للأسد، ومن أطرف التدوينات المصوّرة التي نشروها، صورة لوجه المرشح ماهر حجّار تم تركيبها على جسد السيدة فيروز، ووضعوا تعليقاً إلى جانبها مستوحى من أغنيتها الشهيرة "ضاع شادي"، ليبدو حجّار وكأنّه يغني: "أنا والنوري ترشحنا سوا... اشتغل فينا الإعلام الوطني، وأكلنا هوا."

 شعار "سوا" حاضر أيضاً في حدثٍ أنشأه مجموعة من الشباب السوريين، على فيسبوك" مؤخراً، يمتد إلى 5 حزيران/ يونيو المقبل، الحدث بعنوان" سوا منراقب الانتخابات"، وأعلن مؤسسوه أنهم  يسعون لمراقبة الانتخابات التي تشهدها سوريا لأوّل مرّة، ورصد تفاصيلها، في "الشارع، المؤسسات، والجامعات، وبكل مرفقٍ عام".

إلا أن أجواء العالم الافتراضي، بانتقادها وتأييدها للانتخابات الرئاسية السورية، تبقى افتراضية، وربما تشكّل فرقاً، أو تحمل تأثيراً على مجريات المشهد الانتخابي بدمشق اليوم، وأكثر ما يطغى عليه لافتات دعم  الرئيس الأسد، التي تتزايد باستمرار في شوارع العاصمة، لتطغى على الحملات الرسمية للمرشحين الآخرين.