القاهرة، مصر (CNN)- غالب الرئيس المصري "المؤقت"، عدلي منصور، دموعه، بينما كان يتحدث للمصريين للمرة الأخيرة الأربعاء، قبل أيام قليلة على مغادرته القصر الرئاسي، الذي يستعد لاستقبال الرئيس "المنتخب"، عبدالفتاح السيسي، الأحد المقبل.
وقال الرئيس المصري، في كلمة "وداع" وجهها إلى المصريين عبر التلفزيون الرسمي، ظهر الأربعاء، وقد بدت عليه علامات التأثر: "أوجه حديثي إليكم اليوم مودعاُ، بعد أن شرفت برئاسة مصر ما يناهز العام.. عام من المسؤولية الجسيمة، والأمانة الكبيرة."
وتابع منصور، الذي تولى رئاسة مصر عقب "عزل" الرئيس السابق، محمد مرسي، في الثالث من يوليو/ تموز الماضي، بقوله: "لم أكن أتصور يوماً، وأنا في صفوف الجماهير، حجم العبء والمسؤولية، وحجم التحديات وصعوبة المهمة، أن تكون مسؤولاً عن بلد بحجم مصر."
وأضاف الرئيس المؤقت، في كلمته التي استغرقت نحو 40 دقيقة: "مرة أخرى تبهرون العالم، شعباً ودولة.. لقد أنجزتم الانتخابات الرئاسية علي أكمل وجه، ويقيني أنكم ستنجزون ما تبقى من استحقاقات خارطة مستقبلنا علي ذات النحو المشرف، لتبدأوا مرحلة البناء المقبلة."
وذكر أنه "على الرغم من أن 30 من يونيو (حزيران 2013) تمثل الإرادة الشعبية، إلا أننا لم نكن لننجح في تحقيق هذه الإرادة، دونما الدور الوطني لرجال القوات المسلحة البواسل، ورجال الشرطة الأبطال"، معتبراً أنهم "حالوا دون سقوط أقدم دولة مركزية في التاريخ."
وبينما وجه منصور "الشكر" إلى مؤسسات الدولة، التي قال إنها "التزمت الحياد تجاه مرشحي الرئاسة"، فقد خاطب الشعب المصري قائلاً: "استوصوا بمصر خيراً.. أحبوها عملاً لا قولاً"، مشدداً على أن "هناك تحديات اقتصادية وسياسية خطيرة تواجهها البلاد خلال هذه الفترة."
وتوجه الرئيس "المنتهية ولايته" بعدة نصائح إلى "الرئيس المنتخب"، قائلاً له: "أحسن اختيار معاونيك، فهم سند لك على ما يواجهك من أوضاع صعبة.. وتقضي الأمانة ان أحذرك من جماعة المصالح، التي تريد استغلال الجو الجديد لغسل السمعة، لتمكنها من استعادة أيام مضت، ثار الشعب عليها منصور للسيسي."
كما أوصاه "خيراً" بالمرأة المصرية، قائلاً إن التجارب أثبتت أن "مشاركتها فاعلة"، وكذلك القضاء المصري، الذي وصفه بأنه "الحصن المنيع للمحاسبة"، وشدد على أن "حقوق الإنسان لا تقتصر فقط على الحقوق السياسية، بل تشمل نطاق أوسع وأعمق، يشمل الحقوق الاقتصادية."
وأصبح منصور هو أول رئيس مصري، منذ إعلان الجمهورية، يشارك في انتخابات رئاسية لاختيار خليفة له، كما سيصبح أول رئيس مصري يقوم بمغادرة القصر الرئاسي طوعاً، لتسليم السلطة إلى خليفته، وزير الدفاع السابق، عبدالفتاح السيسي.