دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا يشك أحداً أن الشباب في العالم العربي لديه دور كبير في رسم المستقبل، إذ يعتبر هؤلاء بمثابة آداة للتغيير وصياغة الثقافات. ولكن، كيف يشعر هؤلاء الشباب، وما هي مواقفهم من الإستقلالية والسعادة وحرية التعبير في ظل مرور المنطقة بثروات الربيع العربي، وعدم الإستقرار الأمني والسياسي، وارتفاع نسبة البطالة في غالبية المجتمعات العربية؟
وتعتبر الكثافة السكانية في العالم العربي من بين الفئات الأكثر شباباً وسرعة في النمو في العالم. وتبلغ نسبة الشباب العربي الذين هم تحت سن الـ30 عاماً 60 في المائة.
وكشفت دراسة جديدة حملت عنوان "إيماجين يوث" (أي تخيل الشباب) وأصدرتها شركة "نيلسين" للأبحاث حول اتجاهات المستهلك أن عامل عدم اليقين والشك في المستقبل يعتبر من بين عوامل القلق الأساسية بالنسبة إلى الكثير من الشباب العربي في يومنا الحالي، وذلك بنسبة 41 في المائة للشباب المصري، و30 في المائة للشباب السعودي.
ويسعى الشباب العربي إلى مواجهة هذا الشعور بعدم اليقين من خلال التمتع بالحياة قدر الإمكان، وذلك بنسبة 40 في المائة للشباب المصري في مقابل 35 في المائة للشباب السعودي.
وقال مدير آراء المستهلك في "نيلسين" ديبتانشو راي إن "العرب هم من بين الفئات السكانية الأكثر شباباً والأسرع نمواً،" مضيفاً أن "الإدراك الحسي والعاطفي للشباب يختلف رغم معاناته من الظروف ذاتها وأهمها تأرجح النمو الإقتصادي وارتفاع نسبة البطالة."
وتقدم الدراسة نظرة شاملة في حياة الشباب العربي، والشعور بالشغف والتطلعات والطموح، فضلاً عن اتجاهات المستهلكين الشباب والتي سترسم أسواق المستقبل وأوجه الحركة الثقافية في مصر والسعودية. وقد اعتمدت الدراسة على مقابلات مع خبراء، وعلماء نفس، وأكاديميين فضلا عن مقابلات كمية مع الشباب. وقد ضمت الدراسة 2200 شاب (ألف شاب سعودي وألف و200 شاب مصري).
وأوضح راي أن "أكثر من 20 مليون شاب سعودي ومصري تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما، يشكلون قوة لتأثير ضخم على الصعيد الثقافي والإستهلاكي،" مشيراً إلى أن "ما يجعل من الشباب السعودي نقطة مثيرة للإنتباه يتمثل بارتفاع نصيب الفرد فضلا عن التطلعات العالية للمستهلك والتي تغذيها الطبقة الوسطى الضخمة، بينما في المقابل، يعاني الشباب المصري من محدودية المدخول، وتوسع الطبقة الإجتماعية الدنيا، والتوسع الحضري السريع. وكل ذلك ما زال يدفع الشباب للطموح إلى حياة أفضل."
وذكرت الدراسة، أن مفهوم السعادة يعني الإحساس بالحرية بالنسبة إلى حوالي نصف الشباب المصري أي بنسبة 48 في المائة، ويليه تقديم المساعدة للأشخاص الآخرين بنسبة 47 في المائة، وايجاد معنى في الحياة بنسبة 44 في المائة.
وفي المقابل، قال 37 في المائة من الشباب السعودي إن السعادة تعني الحرية، يليها ايجاد معنى في الحياة بنسبة 34 في المائة، وعيش حياة بعيدة عن الشعور بالأنانية بنسبة 29 في المائة.
وتعتبر التكنولوجيا بالنسبة إلى الشباب المصري والسعودي، بمثابة أسلوب جديد للتعبير بنسبة 36 في المائة و37 في المائة على التوالي، يليها الصلة مع العالم الخارجي بنسبة متساوية تبلغ 34 في المائة للشباب السعودي والمصري، فضلاً عن فرصة خلق مجتمعات جديدة وتكوين صداقات جديدة بنسبة (34 في المائة للشباب السعودي و31 في المائة للشباب المصري.)
وفي هذا السياق، أكد راي أن "الشباب العربي يمر بتحولات ضخمة، والتي تغذيها الأزمات العالمية، وعدم الإستقرار في المنطقة، ولكن، استخدام التكنولوجيا من خلال الإعلام التقليدي والجديد، فتح نوافذ عدة تساعد هؤلاء على التعبير عن أنفسهم."
وبينت الدراسة أن الشباب المصري بنسبة 36 في المائة يعيش يومه ولايشعر بالقلق على المستقبل مقارنة بنسبة 26 في المائة للشباب السعودي. وفي المقابل، يتمتع الشباب السعودي بسبع مرات أكثر من الأموال فيما يرتبط بمصروف الجيب، مقارنة بالشباب المصري، فيما يدخر السعوديين الأموال بمعدل 18 مرة أكثر من المصريين سنوياً.