أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أشار مدير مستشاري وزارة الخارجية السابق، فالي نصر، خلال مقابلة مع كريستيان أمانبور الخميس، إلى أن الرئيس الأمريكي يجب عليه أن يسير على "خط رفيع للغاية" خلال تحالفه الطائفي بإرسال 300 مستشار عسكري إلى العراق.
وقد أكد الرجل الذي كان مسؤولاً عن الهجوم الأمريكي في العراق، ديفيد بتريوس، في وقت سابق، على أنه يتوجب على الولايات المتحدة أن تحذر من الظهور على شكل "القوات الجوية للمليشيات الشيعية."، إلا أن نصر، الذي يملك خبرة واسعة في القضايا الطائفية، أضاف بأنه يوجد خوف من جميع النواحي.
وقال نصر في مقابلته مع CNN إن: "الوضع الحالي يمثل طرفاً حاداً لإعادة انتعاش السنة في المنطقة"، مضيفاً: "والبلدان السنية في المنطقة لا تفرق بين داعش وبين القوات السنية الأخرى، والعراقيون السنة لم يقوموا على سبيل المثال باستنكار المجزرة التي راح فيها 1700 جندي شيعي في تكريت"، مشيراً إلى أن "هذا كله يعطي انطباعاً بأن الجميع متقبلون بأن تنظيم داعش أصبح صوتاً للسنيين، وهذا بالضبط ما سيسبب قلقاً لدى الشيعة تجاه تقديم أي تنازل للسنة."
وأضاف نصر بأنه "يجب على أوباما توخي الحذر أيضاً بأن لا يمثل نفسه بكونه القوى المسلحة للسنة أو الداعم لهم في نظر الشيعة بالعراق.. عليه أن يمشي على خط رفيع للغاية."
وأشار نصر إلى أنه على الغرب أن يفهم منطلق الأمور التي تمر بالمنطقة، خاصة بعد الانتقادات التي وجهت نحو رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي بتسببه في الحالة التي تمر بها الدولة، قائلاً: "رغب الغرب بأن يتخلى السوريون عن بشار الأسد، لكنه لا يزال في مكانه، أعتقد بأن أنصار المالكي قلقون بشأن مستقبلهم، فالناس خائفون من أن يتم ذبحهم، وهم قلقون تجاه تهديدات داعش لتدمير أضرحتهم، أعتقد بأنهم يرغبون بأن يتعامل المالكي مع داعش، وليس بالضرورة أن يكون هذا بالتنازل الكلي عن منصبه."
وفيما يخص إيران، التي تعتبر أقوى قوة شيعية في المنطقة والتي تعدم حكومة المالكي، فقد قال نصر: "أعتقد بأن إيران ستلعب دوراً بناءً في الدعوة لحكومة شاملة، لكن السؤال يكمن حول ماهية الشروط التي سيتضمنها تكوين هذه الحكومة الشاملة."
وأضاف: "لا أعتقد بأن إيران ستتقبل فكرة تخلي الشيعة عن السلطة، واستعادة السنة سلطة لهم في العراق"، وقال مضيفاً: "أعتقد بأن إيران تشعر بالخوف بصورة عامة من داعش، وأنها تريد أن تحل هذه الأزمة بشكل عام، وتشترك بهذا الموقف أمريكا، لكن لا أعتقد أن إيران مستعدة لأن تحل الوضع بالشكل الذي تراه أمريكا، وذلك بضم السنة في البنية السلطوية."