الجزائر(CNN)-- حل رئيس جمهورية مصر عبد الفتاح السيسي، الأربعاء بالجزائر في زيارة عمل قصيرة بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. و كان في استقبال الرئيس المصري لدى وصوله مطار هواري بومدين الدولي رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح بحضور الوزير الأول عبد الملك سلال، وفقا لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
وأضافت الوكالة أن السيسي سيتحادث خلال هذه الزيارة مع رئيس الجمهورية حول "ترقية علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين البلدين والقضايا التي تخص الوضع القائم في العالم العربي وإفريقيا."
ويذكر أن التقارير رجحت أن تكون أول زيارة خارجية للسيسي بصفته رئيسا لدولة خليجية أو مشرقية، لكن الزيارة الخاطفة من قبل العاهل السعودي للقاهرة، مهدت الطريق أمام الرئيس المصري لزيارة الجزائر، لاسيما أنّه، على خلاف السابق، تبدو نقاط التشابه كثيرة بين البلدين. فالبلدان يعانيان من تدهور الوضع في جارتهما المشتركة ليبيا كما أن الجزائر عاشت صراعا، تعيشه مصر الآن، مع التيار الإسلام السياسي، فضلا عن الحضور القوي لجيشي البلدين في سياستهما.
وقال الباحث في مركز شرق-غرب للأبحاث فوزي حرماني إنّه "وبغض الطرف عمّا ستسفر عنه الزيارة، إلا أنّها تعدّ التعبير الأمثل لواقع جديد تبرز فيه الجزائر، كقوة صاعدة جنوب المتوسط-- فوزي حرماني- باحث في مركز شرق-غرب ." ولعبت الجزائر دورا محوريا في حمل الاتحاد الإفريقي على الموافقة على رفع تجميد عضوية مصر التي تقررت بعد إطاحة الرئيس محمد مرسي. ويشارك السيسي في اجتماعات المنظمة في مالابو، عاصمة غينيا الاستوائية، بعد أن ينهي زيارته للجزائر.
وأضاف حرماني "تلعب الجزائر دورا مهما في جارتيها تونس وليبيا وفي الكثير من مناطق التوتر في الساحل الإفريقي ولاسيما في مالي. وسيناقش الاتحاد الإفريقي إطلاق آلية أمن مشترك تتشكل من أربع دول تقودها الجزائر لمواجهة تنامي حركات الإرهاب والتهريب."
و أعلن وزير خارجية الجزائر رمضان العمامرة، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للجزائر المقررة تأتي في وقتها المناسب وتحمل أكثر من دلالة وترمز لهذه العلاقة الوطيدة. وقال العمامرة، إنه ووزير الخارجية المصري -التقيا على هامش اجتماع وزراء الخارجية الأفارقة في مالابو – ويتطلعان كذلك إلى توجيه استراتيجي من الرئيسين، وسوف يتبلور ذلك في تنسيق أكبر للعمل المصري الجزائري المشترك في مختلف المحافل الدولية."
وقالت جريدة الخبر الجزائرية في مقالة تحليلية إنّه "على الأرجح فإنّ الاتفاق بشأن الزيارة تم في آخر لحظة" معتبرة أنّها تأتي لفكّ العزلة عن مصر. وأضافت "من بين القضايا التي سيتناولها الفريق السيسي مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال هذه الزيارة، من خلال تنسيق المواقف لإيجاد حل للأزمة في ليبيا وتفادي تطورها إلى ما يجري في سوريا. وينتظر أن يشكل الملف الأمني بشقيه، المراقبة الحدودية ومحاربة الجريمة المنظمة والإرهاب، أحد أهم الملفات أيضا التي سيبحثها الرئيس المصري مع المسؤولين الجزائريين، بالنظر إلى تشابه التجربة السياسية وما تولد عنها من عنف ومصادمة مع التيار الإسلامي."
وحول الوضع المتدهور في ليبيا وأهمية قمة السيسي بوتفليقة لمواجهة التحدي في ليبيا، قال العمامرة "إننا ننسق مع الاخوة المصريين فيما يتعلق بليبيا والأوضاع على الساحة العربية ككل، وفيما يخص سوريا والعراق ولنا تحاليل متطابقة ولدينا القدرة على العمل المشترك مع اشقائنا الآخرين من أجل تغيير وضعنا، وقال إننا على وشك تقديم اسهام كبير في مجال العمل العربي المشترك وكذلك الأفريقي المشترك .
وعلى صعيد آخر، قالت التقارير إنّ الجزائر والقاهرة ستوقعان اتفاقية غاز تستبدل مصر بموجبها الغاز القطري بنظيره الجزائري مقابل أسعار تفاضلية. وفي الوقت الذي تحدث فيه محللون عن سعي مصري لتلقي مساعدات اقتصادية من الجزائر، قال حرماني إنه لا يتوقع الكثير على هذا الصعيد، لاسيما أنّ مساعدة الجزائر لجارتها وشريكتها التقليدية تونس "لم تكن بالشكل الذي يعكس عمق علاقاتهما وحتى المساعدة الأخيرة الأفضل فلم تتحقق إلا بشروط قاسية وبعد انتظار طويل."