عمان، الأردن (CNN)-- قال وزير الخارجية المصري سامح شكري الثلاثاء، إن وجود ما أسماه بالحركات المتطرفة والإرهابية في سيناء يحتم على بلاده ضبط الحدود المشتركة مع غزة، ومراعاة الاعتبارات الأمنية، فيما أكد إدانة بلاده للممارسات الاسرائيلية التصعيدية على الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها شكري في العاصمة الاردنية، عمان لوسائل إعلامية بحضور CNN بالعربية، أعقبت لقاءه مع رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور ونظيره الاردني ناصر جودة، ضمن أولى محطات جولة يقوم بها إلى المنطقة.
وأوضح شكري فيما إذا كانت بلاده قد دانت رسميا التصعيد الاسرائيلي العسكري في قطاع غزة بالقول: "نحن ندين الممارسات التي تعرض الشعب الفلسطيني لهذه المخاطر من اعتقالات وفقد للأبرياء وأرواحهم ونطالب السلطات الاسرائيلية لضبط النفس وعدم التصعيد لأن هذا التصعيد سيكون له آثاره الوخيمة على ليس فقط الشعب الفلسطيني ولكن على المنطقة بأكملها."
لكن شكري ألمح إلى أن مصر لا تعتزم اتخاذ إجراءات جديدة بشأن فتح معبر رفح الحدودي مع غزة بسبب وجود حركات متطرفة في سيناء، في ظل مخاوف فلسطينية من تزايد التصعيد الإسرائيلي مقابل "تضييق مصري حدودي."
وأردف قائلا في هذا الشأن: "الظروف الراهنة في سيناء والكل يعلمها بوجود حركات متطرفة إرهابية.. لمقاومة هذه الظاهرة البغيضة يحتم على مصر بالتأكيد الاهتمام بضبط حدودها بالتعامل مع هذه العناصر وعدم السماح لها بأن تستخدم الحدود المشتركة في أي نوع أو كملجأ ولكن بنفس الوقت نحن مقدرون لاحتياجات الشعب الفلسطيني في غزة."
وأكد شكري في السياق ذاته عن حرص مصر على الحفاظ على سيادتها في ظل الطروف القائمة، وأضاف: "طالما وفرت مصر كل دعم وكل سبل لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وهذا أيضا في إطار الحفاظ السيادة المصرية والحفاظ على الاعتبارات الأمنية للحدود."
ورأى شكري أن الدعوة من الأردن ومن مصر استئناف المسار التفاوضي لعملية السلام، هو ضروري ليتم يتم احتواء الأزمة بالإقدام على المسار التفاوضي لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وانتهاء الصراع الذي عانى الشعب الفلسطيني والشعب العربي من استمراره لعقود طويلة، بحسب وصفه.
وشدد شكري على أن زيارته للأردن كأولى محطات جولته في المنطقة، تؤكد تقدير مصر لموقف القيادة الأردنية والشعب الاردني خلال "الفترة الانتقالية لمصر،" مؤكدا تثمين مشاركة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في حفل تنصيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "واستكمال المرحلة الثانية من خارطة الطريق"، على حد تعبيره.
وبين شكري أن الجامعة العربية لم تتخذ بشأن قرارا بالدعوة إلى الاجتماع لبحث التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرا الى أنه ستتم مناقشة الأمر خلال اجتماع دول منظمة التعاون الإسلامي بجدة التي سيتوجه إليها خلال أيام بعد زيارة للكويت.
وتابع قائلا: "المشاورات جارية لتحديد مسار التصدي لهذا التصعيد الاسرائيلي الخطير لكن بداية في حديثي وحديث وزير خارجية الأردن ناصر جودة كان هناك تأكيد لرفض هذا التصعيد ومطالبة السلطات الاسرائيلية بضبط النفس والكف عن كل ما يضر بمصالح الشعب الفلسطيني.. نحن نجتمع في جدة لتناول هذه القضية وسيكون هناك مشاورات مكثفة بين الدول العربية المشاركة لبلورة توجه مشترك للتعامل مع هذه الأزمة."
أما فيما يتعلق بانقطاع الغاز المصري عن الأردن، قال شكري إنه من ضمن الملفات التي طرحت خلال زيارته مع المسؤولين الأردنيين، دون أن يتطرق إلى ابرام أية اتفاقات جديدة بين الأردن ومصر بشأن ملف الغاز المنقطع منذ أيار العام الجاري.
وقال: "إن هذه القضية تتم معالجتها على المستوى الفني وهناك تقدير لوجهة النظر الأردنية بشأنه وهناك أيضا تفهم من قبل الأردن للاعتبارات التي تحكم هذا الشأن وهناك رغبة مشتركة بأن يتم التصل إلى ما يصب في مصلحة البلدين."
وبشأن أي زيارة مرتقبة للسيسي للمملكة قال: "الزيارات المتبادلة من قيادة البلدين والروح تجمعهم الإخوة تجعل دائما اللقاء شيء وارد وشيء يرحب فيه الجانبين."
أما في لقاء شكري برئيس الوزراء الأردني النسور بحضور وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، فقد بحثا خلاله العلاقات الثنائية وسبل دعم وتعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الاردنية بترا.
وجاء في تقرير الوكالة انه تم بحث تطورات الاوضاع في المنطقة لا سيما التصعيد الاسرائيلي الاخير ضد الشعب الفلسطيني واخر المستجدات على الساحتين السورية والعراقية.
وأكد النسور أن ملك الاردن يقف إلى جانب مصر ويدعم خيارات الشعب المصري وقيادته في ترسيخ امن واستقرار مصر وتعزيز مسيرة البناء والإنجاز وبما يكفل عودة مصر للقيام بدورها المهم على الصعيدين الاقليمي والدولي.
من جانبه صرح جودة عقب لقائه بشكري في مؤتمر صحفي مشترك في مقر وزارة الخارجية الاردنية ان العلاقات الثنائية بين الاردن ومصر علاقات مميزة وأن الملك عبدالله الثاني شارك في حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي قبل اسابيع والاتصال والتشاور على مختلف المستويات مستمر.