عمان، الاردن (CNN)-- أكد "مؤتمر عمّان لإنقاذ العراق ودعم الثورة" على التمسك بوحدة العراق ورفض تقسيمه تحت أي ذريعة "وإسناد ثورة القوى المعارضة" ومطالبها التي انطلقت في سبعة محافظات وسط وجنوب العراق، وذلك خلال البيان الختامي للمؤتمر الذي أعلن لوسائل الإعلام مساء الأربعاء، واحتضنته العاصمة الأردنية، عمان على مدار يومين.
وخرج المؤتمر بجلسة علنية هي الوحيدة أمام وسائل الإعلام، تلا فيها عقب يومين من الاجتماعات المغلقة، ممثلون عن قوى عشائرية بارزة في محافظات العراق الغربية، وسط تشديدات أمنية مشددة من السلطات الأردنية.
ورغم الإعلان عن مواقف موحدة بشأن الحلول السياسية في العراق، إلا أن آراء جانبية عدة لقيادات بارزة أظهرت تأييدا لبناء تحالفات مع "داعش" وأخرى تجنبت الخوض في ذلك.
وتضمن البيان عدة نقاط من أبرزها، رفض تشكيل الصحوات أو تشكيل أي قوة تحت أي عنوان لمقاتلة الثوار، والسعي إلى لقاء وطني عام يضم جميع العراقيين من كل المكونات والأطياف، للبحث في مستقبل عراق جديد. "يكون سلماً لأهله وجيرانه"، وحكومة إنقاذ وطني.
كما أكد المؤتمر في البيان المعلن الذي تلاه المتحدث باسم الجيش الإسلامي في العراق، أحمد الدباش، على السعي للحصول على التأييد والدعم العربي والدولي لتوصيات المؤتمر ومطالبته إيقاف الدعم للحكومة العراقية الحالية، الحالية وتحمل مسؤولية حماية المعتقلين في السجون العراقية وحماية المدنيين.
وتوافق المشاركون في المؤتمر الذين ناهز عددهم فيه 250 من مختلف القوى العشائرية والبعثية والفصائل المقاتلة المسلحة والضباط العراقيين السابقين وهيئة علماء المسلمين في العراق، على ضرورة عقد مؤتمر موسع مقبل خلال أشهر قليلة مقبلة.
وتقدم منصة تلاوة البيان، عبد الملك السعدي أحد أبرز علماء العراق، والناطق باسم هيئة علماء المسلمين بشار الفيضي، والناطق باسم الجيش الاسلامي في العراق أحمد الدباش، وعبد الصمد الغريري متحدثا باسم حزب البعث العراقي، و خليل الدليمي، محامي الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وأجمع المشاركون على أن المشكلة الاساسية التي يعاني منها العراق، هي التدخلات الأمريكية والإيرانية، ومخاطر "المد الصفوي والتقسيم."
وأيدت قيادات عشائرية وعسكرية داخل أروقة المؤتمر، منح الأكراد إقليما مستقلا في الوقت الذي أكد المؤتمر على وحدة العراق، ودعت قوى عشائرية إلى بناء تحالفات مع "داعش" لمواجهة المد "الإيراني الأمريكي،" رغم عدم إدراج "ملف داعش" على جدول أعمال المؤتمر، بحسب التصريحات.
وفي السياق، قال الدكتور سطام الكعود، أمين عام الجبهة الوطنية لمثقفي العراق، وأحد رموز النظام العراقي السابق، إن المشكلة الأساسية هي "السياسة الأمريكية والتدخل الإيراني".
وأضاف الكعود في تصريحات صحفية، أن "داعش لا تمثل إلا عصبة صغيرة جدا نعم وأن الثورة هي من الثوار بصفة عامة وكل المظلومين بالعراق"، وقال: "يخطئ من يتصور أن المظلومين هم من أهل السنة فقط، لكن القتل والتشريد والقصف وقع بحق أهل السنة.. أنتم تحاولون التركيز على موضوع داعش وهو ثانوي جدا فيما يخص الثورة العراقية."
أما عن الموقف من منح الأكراد استقلالا، فقد دعا الكعود بصفته الشخصية إلى منحهم الاستقلال، وأردف قائلا: "موقف عام لم نناقش في المؤتمر.. القضية الكردية لها خصوصية لكن موقفي الشخصي يجب أن يأخذوا حقوقهم كاملة غير منقوصة حد الاستقلال."
أما ممثل حزب البعث العربي الاشتراكي في المؤتمر، عبد الصمد الغريري فقد قال في تصريحات لموقع CNN بالعربية: "إن القوى البعثية على الأرض في العراق تشكل جزء رئيسيا من فصائل المقاومة في العراق، " وأكد ان أية مصالحة يجب أن لا تبرم مع "المالكي أو غيره من السياسيين" بل مع الشعب العراقي.
وقال الغريري: "نحن ضمن جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني وتضم عدة فصائل مقاومة وتملك مجالس عسكرية في عموم العراق تقدر بخمسة وأربعين مجلس.. لكن ما يهمنا أننا جزء من الحركة الوطنية العراقية."
وعن موقف الحزب من "داعش" قال: "الآن نسميها الدولة الإسلامية وهي حققت أهداف وأعانت الثوار في تحقيق أهدافهم ونحن شبه منسجمين في تحقيق معهم في مواجهة المشروع الايراني الصفوي في العراق."
وعن استعداد مجالس الجبهة بالتنسيق المستقبلي مع داعش أوضح قائلا: "نحن الان نتحدث عن القتال وليس الجوانب الفكرية والعقائدية ..والمؤتمر لم يناقش داعش بل العملية السياسي وسلبيات الاحتلال فقط وسنعمل على تحقيق توصيات المؤتمر مع المجتمع الدولي."
أما وضاح مالك الصديد، أحد شيوخ عشائر شمر المشاركة في المؤتمر، فقد أبد من جانبه "بناء تحالفات مع داعش،" قائلا: "لم نتحدث من قريب أو من بعيد لكن نأمل أن تنضم إلينا ويساعدوننا في ثورتنا لأن داعش هم جزء من أبناء عشائرنا.. ولننظر إلى إنجازاتهم في الموصل وصلاح الدين حتى الان الامور مستقرة والتعاون."
وعن العمل تحت ولاية أو خلافة الدولة الإسلامية قال الصديد لموقع CNN بالعربية: "هذا أمر آخر لا نرفض ولا نقبل.. وسنرحب في دعوتهم للمؤتمر المقبل وغيرهم من الأطراف بشرط أن لا يكون لأي طرف أجندة إيرانية وأي طرف يعلن رفضه للمد الصفوي نحن يدنا معه."
وتوافق فائز الشاووش، شيخ عشائر البوذياب، مع تأييد إقامة دولة كردية مستقلة في حال رغبة الأكراد في ذلك، رافضا في الوقت ذاته، ما وصفه "بالتقسيم بين المكونات الشيعية والسنية العربية."
وقال في تصريحات للموقع: "العرب في العراق يمثلون أكثر من 78 في المائة وعلى الجامعة العربية الوقوف إلى جانب هذه الثورة.. الخطر الحقيقي الذي سيداهم العراق في المرحلة المقبلة هو ما يسعى إليه النظام القومي الفارسي والفكر الصفوي في إيران وليس على العراق فحسب بل على الأقطار العربية ومنها بالدرجة الأولى دول الخليج العربي."
وتفاوتت تحليلات مراقبين لعقد المؤتمر في عمّان الذي رفض عقده قبل ذلك مرتين بحسب مصادر مطلعة، بين من رآه يعبر عن موقف رسمي أردني لرفض أية محاولات لإقصاء السنة في العراق، وبين من رآه انسجاما مع الموقف الأمريكي في دعم تغيير حكومة المالكي.
وشارك في المؤتمر ممثلون عن التيار السلفي والاخوان المسلمون والمجلس السياسي للمقاومة العراقية وممثلون عن شيوخ العشائر عن سبعة محافظات عراقية، إضافة إلى هيئة علماء المسلمين في العراق التي أكدت أن الدعوة للمؤتمر أردنية وبرعاية ملكية غير معلنة، إضافة وحزب البعث العربي وجبهة الجهاد والتحرير.
وأقصى المؤتمر، بحسب تصريحات، كل من شارك في العملية السياسية في العراق، منذ الاحتلال الأمريكي، فيما طلب المشاركون في البيان الختامي، شطب "عبارة أبناء السنة" منه ليشمل مختلف مكونات الشعب العراقي.