دمشق، سوريا (CNN) -- أدى الرئيس السوري، بشار الأسد، صلاة عيد الفطر في جامع الخير بدمشق، وفقا لما أظهرت صور بثها التلفزيون الرسمي، في ظهور نادر له خارج قصره الرئاسي منذ بداية الثورة في بلاده، وقد برز في خطبة العيد التي حضرها الأسد قوله الخطيب له إن الله "أقامه مقام" صلاح الدين الأيوبي وعمر بن عبدالعزيز وخالد بن الوليد وسواهم من الشخصيات التاريخية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الأسد حضر الصلاة برفقة "كبار المسؤولين في الحزب (البعث) والدولة وعدد من أعضاء مجلس الشعب ووزير الأوقاف والمفتي العام" في حين ألقى الخطبة الشيخ محمد شريف الصواف، الذي تطرق في بدايتها إلى "معاني العيد" مضيفا أن من وصفهم بـ"أعداء الأمة" ولدوا "مسخا مشوها هو الحركات الإرهابية التي تدعي أنها تمثل المشروع الإسلامي بينما هم في الحقيقة أعراب جدد أحفاد الخوارج الذين ابتليت بهم الأمة" على حد قوله.
وواصل الصواف هجومه على التيارات الإسلامية، التي يتهمها الأسد بالوقوف وراء الأحداث في بلاده، فقال إنهم: "يجهلون العقول ويقطعون الرؤوس ويعتدون على الأموال والأعراض ويبتدعون بحمقهم أو عمالتهم في كل يوم مشهدا من مشاهد هذا المسلسل المتآمر على الإسلام ويبيعون أوطانهم ودماء إخوانهم".
واعتبر الصواف أن سوريا "انتصرت وأسقطت المؤامرة" معيدا السبب إلى "إرادة الشعب وتصميم قائده" وأضاف: "هل نمد أيدينا ونعاهد هذه القيادة أمام الله تعالى أن يكون مستقبل سوريا هو وحدة هذه الأمة والشعب مع القيادة حتى يكتمل الخير وحتى يكون النصر وحتى يؤيدنا الله سبحانه وتعالى على أعدائنا؟"
واكتفت الوكالة بهذا القدر من خطبة الصواف، ولكن الموقع الرسمي للتلفزيون السوري قام بعرض الخطبة كاملة، وقد برز في فقرات أخرى منها هجوم الصواف على من قال إنهم "سخروا أدوات التواصل وعملائهم في المنطقة واستغلوا عاطفة الشعوب ومراهقة بعض التيارات الدينية لتنفيذ مخططهم للتلاعب بالعقول."
وهاجم رجل الدين السوري ضمنا الدول العربية قائلا: "كأني بك يا رسول الله تصف حالنا اليوم مع أولئك الأعراب حين تقول بين يدي الساعة الهرج، قالوا وما الهرج؟ قالوا الكذب والقتل" مضيفا أن سوريا تعرضت "لـ1300 يوم من البلاء والشدة وخذلان الأشقاء" وأن الأسد، الذي يتبنى حزبه أيديولوجيا علمانية "يستمد قوته من إيمانه بربه ووقوف شعبه إلى جانبه."
أما الفقرة الأبرز في خطبة الصواف فكانت قوله: "سيادة الرئيس بشار الأسد، لقد كان أمراء الشام وكان قادته عبر التاريخ أمناء على شرف الأمة، وهذه قبورهم تحتضنها الشام شاهدة على ذلك، فهذا سيف الله خالد بن الوليد، وهذا عمر بن عبدالعزيز، وهذا نور الدين محمود زنكي الناصر صلاح الدين وهذا الظاهر بيبرس وغيرهم من قبل ومن بعد، وإن الله أقامك مقام أولئك العظماء الذين نصروا الأمة على أعدائها فامضي لما أقامك الله وتسلح بالعزم والإيمان."