الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN) -- وجه العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، انتقادات حادة إلى رجال الدين والدعاة في المملكة، قائلا إن فيهم "كسلا وصمتا" حيال بعض ما يجري في المنطقة، بإشارة ضمنية منه إلى تمدد التنظيمات الإسلامية المتشددة بدول مجاورة، وأكد أنه سيكون بطليعة الصفوف بحال حصول مكروه للمملكة، مستغربا كيف يقوم إنسان بذبح إنسان آخر كالغنم.
وقال العاهل السعودي، في كلمة مقتضبة عرضها التلفزيون السعودية له خلال استقباله وفدا من الأمراء والعلماء والمشايخ، إلى جانب رئيس وزراء لبنان الأسبق، سعدالدين الحريري، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين: "أيها الإخوة، أيها الأحباء، ليس لي كلمة غير كلمتي التي سمعتموها اليوم، واعتقادي أنها تعبّر عن كل مسلم ومسلمة في بقاع الأرض."
وتابع الملك عبدالله بالقول: "إخواني: تعرفون كلكم من هم الشاذون ومن هم الحاقدون، حتى على أنفسهم حاقدون، كيف يمسك الإنسان الإنسان، ويذكيه مثل الغنم؟" في إشارة إلى ما يعرف في الإسلام بتذكية الحيوانات عبر اتباع الأصول الشرعية في ذبحها، والتي يطبقها بعض عناصر التنظيمات المتشددة بمظاهر ذبح خصومهم.
وشدد الملك عبدالله على أن كلمته التي وجهها في عيد الفطر "تعبر عن الشعب السعودي والشعوب العربية والإسلامية الصحيحة" وأكد استعداده للدفاع عن البلاد بالقول: "أنا فرد منكم، ولا تحسبون أنني أجلس هنا.. لو قدر الله وحصل شيء فسأكون في طليعتكم. أنا على ما فيكم."
وختم العاهل السعودي بالقول: "لا أطيل عليكم، وما أقدر أتكلم الذي في صدري، لأن الذي في صدري أعتقد أنكم أنتم أدرى به، وما يعبر قلبي ونفسي وأخلاقي ومبدئي إلا عن شيء أحسه من صغيركم وكبيركم ومشايخكم. وهاهم يسمعون كلهم، وأطلب منهم أن يطردوا الكسل عنهم، أرى فيكم كسلا وصمتا وأمر ما هو واجب عليكم. واجب عليكم دنياكم ودينكم، دينكم، دينكم.. وربي فوق كل شيء.. ومع السلامة."
يشار إلى أن العاهل السعودي كان قد وجه كلمة في عيد الفطر انتقد فيها التشدد الديني، ودعا رجال الدين إلى منع المتشددين من اختطاف الإسلام، كما انتقد بشدة الموقف الدولي حيال ما يجري في غزة. وسبق للملكة أن عززت – وفقا لتقارير صحفية – إجراءاتها الأمنية تحسبا لنشاطات جماعات متشددة، وخاصة بعد تمدد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا.