القدس (CNN) -- قالت الإذاعة الإسرائيلية إن الجيش أعلن عن "هدنة إنسانية" في معظم مناطق قطاع غزة بين الساعة العاشرة صباحا والخامسة مساء بالتوقيت المحلي الاثنين، يوقف خلالها النار من جانب واحد "لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والسماح لمئات الآلاف من الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم" في حين اعتبرتها مصادر حماس خدعة لإعادة التموضع العسكري.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية أن هذه الهدنة "لن تشمل مناطق في جنوب القطاع خاصة في مدينة رفح حيث تواصل قوات الجيش نشاطها."
ومن المقرر أن تشهد إسرائيل الاثنين جنازة الملازم هادار غولدين، الذي كانت إسرائيل قد اعتبرت مفقودا في البداية، داعية حركة حماس إلى كشف مصيره، قبل أن تعلن مقتله وموافقة عائلته على تأكيد ذلك "استنادا إلى أدلة أخذت من ميدان القتال وبعد مراعاة الاعتبارات الطبية واحكام الشريعة اليهودية واعتبارات أخرى ذات صلة."
من جانبه، هاجم المركز الفلسطيني للإعلام التابع لحركة حماس إعلان الهدنة، معتبرا أنه مجرد "مصطلح صهيوني وهمي لإعادة التموضع على الحدود" مضيفا أن الجيش الإسرائيلي "يحوّل هذه الساعات في كل تهدئة إلى مجازر، فما أن يعود المواطنون إلى بيوتهم على الحدود بعد أن هجرهم الاحتلال منها بسبب تدميرها وإطلاق الصواريخ والقذائف تجاهها، يبدأ من جديد بقصف تلك المناطق مستهدفا السكان العائدين."
وتابع المركز بالقول: "يبدو أن الاحتلال يهدف من إعلان الهدنة من طرف واحد بتمديد قوارب النجارة له، ليعود ويواصل حربه الإجرامية ضد قطاع غزة وإعادة التموضع على الحدود، بعد نجاح القسام في ضرب الآليات وإحراز تقدم عسكري غير مسبوق."
وفي القاهرة، سلم الوفد الفلسطيني لمصر ورقة مطالب التهدئة بغزة، وعقد الوفد الموحد الذي يضم ممثلين عن حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي ومنظمة التحرير اجتماعًا افتتاحيًا في القاهرة مع عدد من المسؤولين المصريين لتقديم الورقة التي تشمل طلب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ووقف العمليات العسكرية.
وذلك إلى جانب "الكف عن الانتهاكات برا وبحرا وجوا، وفتح المعابر أمام الأشخاص والبضائع ومستلزمات إعادة الإعمار وإتاحة حرية الصيد البحري، وإعادة تشغيل مطار غزة، وإنشاء الميناء البحري، وإلغاء ما يسمى المناطق العازلة والإجراءات العقابية لسكان الضفة الغربية" وفقا للمركز الفلسطيني.
وطالبت الورقة بإعادة إعمار غزة من خلال حكومة التوافق الوطني بالتعاون مع الأمم المتحدة ومؤسساتها، وعقد مؤتمر دولي للمانحين برئاسة النرويج ومشاركة الدول العربية والإسلامية وأوروبا واليابان والولايات المتحدة وتركيا وروسيا لتوفير أموال إعادة الإعمار، علما أن إسرائيل لم توافق على الآن على إرسال موفد عنها إلى القاهرة.