دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال ناشطون سوريون إن 36 قتيلا سقطوا بين النازحين في بلدة عرسال اللبنانية، التي تشهد معارك قاسية بين مسلحين يعتقد أنهم على صلة بمجموعات متشددة في سوريا، وبين الجيش اللبناني، داعين بيروت إلى حماية من هم على أراضيها من اللاجئين الذين دخلوا البلدة بعشرات الآلاف ويعيشون في ظروف إنسانية صعبة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو هيئة معارضة مقرها لندن، إن القصف على مناطق تتوزع فيها مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة عرسال داخل الأراضي اللبنانية، والواقعة على الحدود السورية -اللبنانية، "أدى لأضرار مادية" داعيا إلى "وقف فوري، لكافة أشكال القصف والعمليات العسكرية، على وفي مناطق تواجد اللاجئين.
كما وجه المرصد الدعوة إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وإلى كافة المنظمات والجهات والأطراف الدولية المعنية، وإلى الأمم المتحدة، للتحرك العاجل والفوري من أجل إجلاء المدنيين وإبعادهم عن منطقة القصف والاشتباك في عرسال، وتأمين ملاذ آمن ومأوى للاجئين السوريين.
وقال الشيخ خضر سعدالدين، أحد الناشطين في مجال العمل الخيري بين النازحين السوريين بلبنان، في تعليق لـCNN بالعربية حول الأوضاع بعرسال: "عرش الإله كما ورد معناها في بعض الروايات.. عرسال.. البلدة اللبنانية المضيافة والتي احتضنت الشعب السوري المهجر من مدينة حمص ومدينة القصير وريفها والقلمون بشكل كامل."
وتابع سعدالدين بالقول: "منذ أربعة ايام بدء كابوس البؤس السوري يعود من جديد ليطل على الأطفال والنساء والرجال الهاربين من الموت والقصف والقتل والتشرد بصورة جديدة ومأساوية غير مسبوقة وغير متوقعة... بحرب مفتعلة الخاسر فيها اللاجئ السوري قبل غيره، فحلم الاسرة السورية كان لا يتعدى خيمة تؤويه، أما اليوم فهذا الحلم بات من مخلفات ماض صعب التحقق الآن."
ولفت سعدالدين إلى أن القتال أدى إلى تدمير 12 مخيما يقطنها ما يزيد عن 30 ألف إنسان مضيفا: "القذائف كانت تتوالى على المخيمات وبشكل ممنهج لعدة مرات حتى يتم حرق المخيم بشكل كامل وتحترق معه أحلام الأطفال البريئة التي نسجهوها من رقة هذه الخيم ..وأجبرت العائلات على النزوح للشوارع."
وتابع سعدالدين بالقول إن اللاجئين انتقلوا إلى أزقة البلدة أو بيوت اللبنانيين من بلدة عرسال "الذين تضامنوا مع السوريين المهجرين فامتنعوا من الهروب للداخل اللبناني وفتحوا بيوتهم واستهلكوا كل ما يملكون من مؤنة ليساعدوا هذه العائلات المتضررة" مشيرا إلى أن معظم النازحين "دخلوا لبنان بشكل غير شرعي ولا يستطيعون التجول في الأراضي اللبنانية."
أما عن حالة الجرحى ومشفى الهيئة الطبية بعرسال فقد بلغ عدد الجرحى فيه 370 جريحا غالبيتهم من النساء والأطفال، وفقا لما يؤكده سعدالدين، الذي يحذر من نقص المواد الطبية، ما يدفع الأطباء للعمل بشكل بدائي لتنفيذ عمليات مثل بتر ساق أو إزالة شظية وسط فقدان للمياه والكهرباء وشبكة الانترنت.
وبحسب سعدالدين، فقد سقط من بين النازحين السوريين حتى الآن 36 جريحا ويضيف الناشط السوري: "يقطن في عرسال ما يزيد على 70 ألف نازح سوري.. لم يستطع أي واحد منهم الهروب.. أنوّه لنقطة حساسة ومهمة جدا، وهي الخوف الذي يعتري النازحين السوريين في عرسال من الاعتقالات العشوائية والانتقام من السوريين بسبب ما جرى، لذلك على المنظمات الحقوقية حماية اللاجئ السوري من الاعتقالات التعسفية."
وختم سعدالدين بالقول: "هناك مناشدات من جميع اللاجئين السوريين بضرورة وقف الأعمال القتالية في عرسال وإذا كانت هناك جهات لا تريد وقف المعركة فعليها تصفية حساباتها مع بعضها بعيداً عن أماكن اللاجئين وخارج حدود لبنان فلربما يموت جندي من الجيش اللبناني في عرسال وعائلته تحتضن عائلة سورية مشردة!!!"
بدوره ندد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بسقوط قتلى بين اللاجئين السوريين، مطالبا الدولة اللبنانية بـ"حماية اللاجئين الموجودين على أراضيها ووقف الإجراءات التعسفية التي تمارس ضد السوريين" وكرر إدانته لتعرض عناصر من الجيش اللبناني لهجوم في عرسال ولكنه في الوقت نفسه يطالب ويذكر بأن ما جرى ويجري من أحداث مؤسفة "لا يخدم مصالح الشعبين السوري واللبناني."