القاهرة، مصر (CNN)- أكدت مصادر رسمية في مصر لـCNN، وصول وفد إسرائيلي إلى القاهرة، لبدء مفاوضات "غير مباشرة" مع الوفد الفلسطيني المتواجد في العاصمة المصرية، للبحث في "تهدئة دائمة" بقطاع غزة، بعد انتهاء "الهدنة المؤقتة"، التي بدأت صباح الثلاثاء، وتستمر لـ72 ساعة.
وقال مسؤولان مصريان، طلبا من CNN عدم الكشف عن هويتيهما، إنهما يتوقعان أن تبدأ المفاوضات في وقت لاحق الأربعاء، بين الوفد الإسرائيلي والمسؤولين المصريين، الذي سيقومون بدورهم بإجراء مفاوضات موازية مع أعضاء الوفد الفلسطيني، الذي يضم ممثلين من مختلف الفصائل، بما فيها حركة المقاومة الإسلامية "حماس."
وذكر موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن وفداً يضم ثلاثة من "كبار المسؤولين الإسرائيليين"، وصل إلى القاهرة مساء الثلاثاء، على متن طائرة خاصة قادمة من تل أبيب، في "زيارة سريعة"، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين المصريين، لبحث سبل التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة.
وكان مسؤول إسرائيلي كبير قد ذكر في وقت سابق الثلاثاء، أن وفداً إسرائيلياً سيتوجه إلى القاهرة خلال ساعات، لإجراء اتصالات حول "المراحل القادمة"، محذراً في الوقت نفسه حركة "حماس" من عدم الالتزام بـ"الهدنة الإنسانية"، التي تم الإعلان عنها مساء الاثنين، ودخلت حيز التنفيذ اعتباراً من صباح الثلاثاء.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن أوفير غيندلمان، المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قوله إنه "إذا احترمت حماس هذه الهدنة، فسوف يسود الهدوء، ولكن إذا خرقت حماس وقف إطلاق النار، فنحن جاهزون لذلك."
وعن الأنباء حول قيام السلطة الفلسطينية بالإعداد بالتقدم بشكاوى دولية ضد إسرائيل، على خلفية عمليات القصف التي خلفت أكثر من 1800 قتيل، غالبيتهم من المدنيين، قال المسؤول الإسرائيلي إنه "إذا قدم الجانب الفلسطيني شكاوى من هذا القبيل ضد إسرائيل، فإن السلطة الفلسطينية ستكون عرضة لشكاوى مشابهة، كونها تتحالف مع حركة حماس."
وأكد غيندلمان على قوله: "لا توجد قاعدة قانونية لمقاضاة إسرائيل، كون حركة حماس تنظيم إرهابي، وفقاً للقانون الدولي"، وأضاف ان العديد من الدول تتعامل مع حماس على أنها "منظمة إرهابية"، منها الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ومصر، وأستراليا، وكندا، على حد قوله.
وكان وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، قد ذكر في تصريحات له عقب زيارة مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أن "هناك أدلة واضحة على ارتكاب إسرائيل جرائم حرب خلال عمليتها العسكرية في قطاع غزة، قد ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية."
والتقى المالكي مع المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتوا بنسودا، "من أجل الاستفسار عن الخطوات والقضايا القانونية والإجرائية، التي يتوجب على دولة فلسطين أن تقوم بها، للالتحاق بمحكمة الجنايات الدولية، والتوقيع على ميثاق روما"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية.
في الغضون، كشفت تقارير إعلامية، لم يمكن لـCNN بالعربية التأكد من مصداقيتها بصورة مستقلة، عن تقدم الوفد الفلسطيني لمفاوضات القاهرة، بورقة إلى الجانب المصري، تتضمن سبعة مطالب، لعرضها ومناقشتها مع الوفد الإسرائيلي، الذي وصل العاصمة المصرية مساء الثلاثاء.
وأشارت تلك التقارير، التي أوردتها الإذاعة الإسرائيلية، إلى أن "إسرائيل وافقت سراً، وبشكل مبدئي، على أربعة بنود في الورقة الفلسطينية، ورفضت ثلاثة بنود منها."
وتتضمن البنود، التي ذكرت التقارير أن إسرائيل وافقت عليها، وقف عملياتها العسكرية في قطاع غزة، ورفع الحصار، وتوسيع منطقة الصيد البحري لمسافة 12 ميلاً من شواطئ غزة، بالإضافة إلى بند رابع يتعلق بالسجناء الفلسطينيين.
أما البنود التي رفضتها إسرائيل، بحسب تلك التقارير، فتتعلق بمطالب إقامة مطار جوي وميناء بحري في قطاع غزة، وكذلك فتح طريق يربط بين القطاع والضفة الغربية.