بغداد، العراق (CNN)- أنهى "التحالف الوطني العراقي" الجدل حول منصب رئاسة الحكومة، حيث أعلن عن ترشيح حيدر العبادي لرئاسة الوزراء، وهو الترشيح الذي حظي بقبول لدى الرئيس فؤاد معصوم، الذي كلف العبادي رسمياً بتشكيل الحكومة.
ويخلف العبادي، في رئاسة الوزراء، رئيس الحكومة "المنتهية ولايته"، نوري المالكي، ويُعد أحد أبرز المساعدين السابقين له، وشغل عدة مناصب قيادية في حزب "الدعوة الإسلامية"، الذي يتزعمه المالكي، كما كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس النواب العراقي.
وليس من المعروف، حتى اللحظة، ما إذا كان المالكي، الذي يتمسك برئاسة الوزراء، باعتبار أن "ائتلاف دولة القانون"، الذي يتزعمه، يمتلك أكبر كتلة نيابية داخل البرلمان، سوف يقبل بترك منصبه بصورة سلمية، أم سيواصل الصراع من أجل التمسكب بالسلطة لولاية ثالثة.
وتسببت الأزمة السياسية الراهنة في العراق في اندلاع حرب طاحنة في شمال الدولة العربية، حيث يسيطر مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروف باسم "داعش"، على مناطق واسعة منها، بعد دحر قوات الجيش العراقي من تلك المناطق.
وتدخلت الولايات المتحدة في تلك الحرب، بشن هجمات جوية على مواقع التنظيم "المتشدد"، لوقف تقدمه باتجاه مدينة "إربيل"، في إقليم "كردستان"، حيث يوجد فريق من المستشارين العسكريين الأمريكيين، إضافة إلى وقف أعمال العنف التي يقوم بها مسلحو "داعش" ضد الأقليات الدينية بالمنطقة.
وفي تعليق له على تدهور الأوضاع في العراق، قال محلل شؤون الأمن القومي بشبكة CNN والمسؤول السابق بوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، بوب باير: "لم أرى العراق في وضع أسوأ مما هو عليه الآن"، في إشارة إلى تداعيات الأزمة السياسية الراهنة.
وفي خطاب تكليفه رئيس الحكومة الجديد، طلب الرئيس فؤاد معصوم من العبادي سرعة العمل على الانتهاء من اختيار أعضاء تشكيلته الوزارية خلال المدة الدستورية، ووفق "قاعدة عريضة"، وفق ما أوردت شبكة الإعلام العراقي.
ونقلت الشبكة الإعلامية عن العبادي، في أول تصريح له بعد تكليفه رسمياً برئاسة الحكومة، قوله: "سأكون عند حسن ظن الكتل السياسية والشعب العراقي"، دون أن يورد مزيداً من التفاصيل.
وكان المالكي قد شن هجوماً حاداً على رئيس الجمهورية العراقية، في وقت سابق الاثنين، واتهمه بـ"خرق الدستور"، معتبراً أن ذلك قد يؤدي إلى "تداعيات خطيرة على العراق"، كما حذر من أن العراق سيدخل "النفق المظلم"، على حسب تعبيره.