بيروت، لبنان (CNN) -- قال الكاتب والمحلل السياسي رامي خوري، إن ما يجري في العراق حاليا عبر نشر رئيس الوزراء، نوري المالكي، لقوات في بغداد هو استمرار للنهج الذي اتبعه منذ سنوات عبر تحويل الأجهزة الأمنية إلى ميليشيات لفرض سيطرته، مضيفا أن طرح التقسيم ليس مغريا بالنسبة للعراقيين، وإن كان السنة قد تعرضوا للتهميش الواسع.
وقال خوري، رئيس تحرير صحيفة "ديلي ستار" التي تصدر من بيروت باللغة الإنجليزية: "لا أصف الأمر بأنه انقلاب، بل هو استمرار لصراع القوة المستمر منذ سبع أو ثماني سنوات، والمتمثل في سيطرة المالكي على كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية واستخدامها كميليشيات للبقاء في السلطة، بينما بات هناك اتفاق بين خصومه بل وحتى من شخصيات مقربة منه على ضرورة رحيله وتشكيل حكومة وحدة وطنية."
وأضاف خوري، في مقابلة مع CNN الاثنين: "ما نراه على الأرض هو استمرار لهذا المشهد ولكن بأبعاد أكثر درامية."
وعن الخيارات الأخرى المتوفرة كبديل للمالكي قال خوري: "هناك عدة أسماء، وبعضها طُرح من داخل كتلته التي احتلت المركز الأول بالانتخابات دون أن تتمكن من تحقيق فوز يتيح لها تشكيل حكومة بمفردها.. لكن الأهم أن هناك إصرارا على بقاء وحدة العراق ولكن مع تغيير سياسي، وقد قام المالكي طوال نصف عقد بإقصاء السنة وهذه الاستراتيجية طبقها طوال السنوات الماضية في الأنبار والفلوجة والرمادي ومناطق أخرى."
وقلل خوري من إمكانية انفصال العراق إلى ثلاث دويلات قائلا: "لا أظن ذلك، بل أرى أن الميل في الدول العربية هو نحو اللامركزية بحيث لا تحكم الحكومة المركزية- كما فعلت طوال الأجيال الثلاثة الماضية - بقبضة حديدية، وهذه مشكلة نراها في كل المنطقة، في السودان وسوريا وليبيا وسواها."
وأضاف: "الانقسام إلى دول أصغر ليس حلا مغريا للبعض لأن تجربة جنوب السودان قائمة، وقد رأينا الميل إلى الوحدة ولكن مع اللامركزية، وهذا هو التحدي بالعالم العربي كيفية إقامة دولة تخدم الجميع دون أن تكون متسلطة."