لندن، بريطانيا (CNN) -- قال نيكولاي ملادينوف، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى العراق، إن البلاد لا يمكن أن تعود كما كانت قبل سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش" داعيا الحكومة الجديدة إلى الاستجابة للمطالب الشعبية الخاصة بكافة الطوائف، والتنبه إلى ضرورة احتواء المطالب السنية.
ودعا ملادينوف، في مقابلة مع CNN،رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، إلى احترام العملية السياسية قائلا إن الاتجاه السياسي في العراق "واضح" عبر اختيار الرئيس والبرلمان لرئيس وزراء جديد مضيفا أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي "منذ توليه السلطة كان يشدد على وجوب الالتزام بالدستور والعملية السياسية، وكان هناك العديد من التقارير التي ترجح إمكانية أن يقوم بتأجيل الانتخابات البرلمانية لكنه لم يفعل ذلك بل حرص على القيام بالواجبات الدستورية في وقتها."
وأقر ملادينوف بوجود بعض التوتر السياسي في البلاد مضيفا: "بالطبع هناك بعض التوتر السياسي ولكن يجب أن نواصل الطلب من القيادات السياسية التزام العمل السلمي وإبعاد القوات العسكرية عن السياسة."
وعن المفارقة الكامنة بعدم وجود إحساس بالخطر الداهم لدى العديد من المسؤولين السياسيين في العراق رغم خسارة الكثير من الأراضي ووصول داعش إلى مشارف بغداد قال ملادينوف: "في بعض الدوائر السياسية هناك مفاجأة بين السياسيين بسبب ما جرى إذ فقدت الدولة مساحات شاسعة من أرضها وسقط الجيش في الشمال."
وأضاف: "لكننا رأينا إشارات مشجعة خلال الأسابيع الماضية وبينها استمرار العملية السياسية ضمن الأطر المحددة، مثل اختيار رئيس للبرلمان ورئيس للبلاد وبدء العمل على تشكيل حكومة جديدة، وهنا يجب التنبه لثلاثة أمور، الأول ضرورة أن تكون الحكومة واسعة التمثيل وأن تبدأ بوضع خطة أمنية بالتعاون مع الجيش والقوات الكردية لمواجهة خطر داعش، ومن ثم حل المشاكل السياسية والمطالب الموجودة التي لم تُعالج منذ عقد وهي تتعلق بكل الشرائح، السنة والشيعة والأكراد والأقليات."
وحول الوضع في المناطق السنية التي أثبتت التجارب السابقة أن سكانها لا يؤيدون بالضرورة التنظيمات المتشددة ولكن بعضهم قد يدعمها بسبب التهميش السياسي قال ملادينوف: "الحكومة المقبلة لديها الوقت لمعالجة ذلك إذا سارعت إلى وضع برنامج عمل لمعالجة المطالب المطروحة وهذا لا يكون بتهميش جزء من البلاد والقول إن مطالبه غير مشروعة."
وأضاف: "لقد استخدمت داعش بذكاء الخطوط المرسومة بين الطوائف بالعراق وزرعت نفسها مثل خلية سرطانية داخل الجسم ويجب التعامل معها على المستوى الأمني، وكذلك السياسي لأن العديد من السكان في المناطق السنية ليسوا متطرفين بل يريدون العيش في بلاد توفر لهم متطلباتهم، ولكن العراق لن يعود كما كان قبل سقوط الموصل، ولا بد على العراقيين من التوصل إلى حلول تتعلق بتوزيع الثروات والمشاركة في موارد النفط وزيادة الإدارة اللامركزية."