لندن، بريطانيا (CNN) -- طالب السفير الأمريكي بالعراق، لقمان فيلي، الولايات المتحدة بتوسيع نطاق ضرباتها الجوية التي تستهدف معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش" قائلا إن جميع العراقيين يشاركون في التصدي لما وصفه بـ"إرهاب" التنظيم، وحض واشنطن على العمل لمواجهة داعش على المستوى الإقليمي باعتباره ينشط بأكثر من دولة.
وقال فيلي، في مقابلة مع CNN، إن الوضع القائم حاليا بظل تحدي رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، لقرار تكليف حيد العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة "يخلق تحديات للطبقة السياسية وللرئاسة العراقية خلال عملها مع السلطات التشريعية والتنفيذية" ولكنه أبدى ثقته بأن ذلك "سيُحل قريبا."
ورفض فيلي الانتقادات الموجهة إلى الطاقم السياسي العراقي حول طريقة تعامله مع الأزمة بالقول: "ما شهدناه في العراق خلال الأسابيع الماضية أمر غير مسبوق بالنسبة لنا، فالحكومة السابقة استغرقت ستة أشهر قبل تشكلها بينما استغرقت الانتخابات تسعة أشهر واليوم نتحدث عن عملية تحصل بهامش زمني لا يزيد عن ستة أسابيع وهذا تطور كبير."
ونفى فيلي وجود حالة تراخ أمنية وسياسية في البلاد بمواجهة داعش قائلا: "هناك حس بوجود خطر داهم ونعمل على الشق الأمني والعسكري، بمساعدة الولايات المتحدة التي سيستمر دعمها لنا، كما نعمل مع مواجهة خطر داعش مع شركائنا في المنطقة والعالم. وعلى الصعيد السياسي نحقق تقدما كبيرا رغم المصاعب الموجودة."
وحول إمكانية تزعزع الوضع الأمني في البلاد بسبب انتشار قوات موالية للمالكي في بغداد قال فيلي: "نحن واثقون من قدرتنا على مواجهة داعش، أما الجيش فدوره حماية الدولة، وما يمكنني قوله هو أننا نحقق تقدما كبيرا ونعمل بوتيرة أسرع من السابق، والديمقراطية تجربة جديدة لنا وعلى الناس التنبه لذلك."
وعن السقوط السريع للجيش في مناطق شمال العراق واندفاع تنظيم داعش للسيطرة على مساحات واسعة من البلاد قال: "نحن نقر بذلك ونعمل مع البيشمركة وهو أمر لم يكن متحققا في السابق، وهذا يدل على حصول تقدم. لدينا مواجهات مع داعش في العراق ونحن نقاتل على أكثر من جبهة والجميع متوحد الآن سواء القبائل أو المدن أو السنة أو الشيعة أو المسيحيين، هذه معركة الجميع معركة كل العراق بوجه الإرهاب."
وعن المطالب العراقية من السلطات الأمريكية قال فيلي: "لدينا تسريع في عملية تسليم الصواريخ من طراز ’هيلفاير‘ ومعدات أخرى وهناك قدر كبير من المساعدات المقدمة لنا ونحن نقدر ذلك، ونعمل كذلك مع الأصدقاء في أمريكا لمعالجة قضايا سياسية على مستوى الإقليم، إذ أن داعش ليست قضية محلية عراقية بل مشكلة للمنطقة برمتها ونعمل مع الأمريكيين من أجل التنسيق الإقليمي بالحرب مع الإرهاب."
وأضاف: "كما نطلب من أمريكا مواصلة ضرباتها الجوية وتوسيع نطاقها بحيث تشمل قوافل داعش المسلحة وطرق إمدادها ومراكز اتصالها وقيادتها."