دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حمّل محلل سياسي متخصص بشؤون الشرق الأوسط إدارة الرئيس باراك أوباما مسؤولية التدهور الكبير في الأوضاع بالشرق الأوسط وتمدد تنظيم "داعش" قائلا إن تردده بتوجيه ضربه إلى النظام السوري أدت إلى اكتساح "الجهاديين" للأوضاع، واعتبر أن التنظيم في الأساس هو وليد الحرب الأهلية في سوريا.
وقال شادي حميد، الزميل في مركز سياسات الشرق الأوسط بمؤسسة بروكينغ للأبحاث ومؤلف كتاب "إغواء السلطة: الإسلاميون والديمقراطية الليبرالية في الشرق الأوسط" إن صعود نجم تنظيم "الدولة الإسلامية" يعود بشكل رئيسي إلى الحرب السورية وما رافقها.
وأضاف حميد، في حوار مع CNN: "داعش مرتبطة بالحرب الأهلية السورية و(الرئيس السوري) بشار الأسد هو المسبب الأساسي لهذه المشكلة بعدة طرق. لقد شهدت سوريا مظاهرات سلمية عام 2011، ولكن النظام رد عليها بقتل المتظاهرين، ورأينا بعد ذلك التزايد في أعداد السوريين الذين قرروا حمل السلاح."
وتابع حميد بالقول: "كان هناك فرصة لنا مطلع عام 2012 للتدخل عسكريا في سوريا، والكثير منا كان يطالب بذلك، ولا أعنى بالتدخل عسكريا الاكتفاء بتسليح من يوصفون بالمعارضين المعتدلين فحسب، بل توجيه ضربات جوية وتأسيس منطقة آمنة، وكانت هذه الأمور ضرورية في ذلك الوقت."
وأضاف المحلل السياسي: "لقد حذر الكثير من المراقبين إدارة الرئيس باراك أوباما بأن الامتناع عن القيام بتلك الخطوة سيترتب عليه آثار خطيرة في المستقبل، وأن التنظيمات المتشددة ستسيطر على الأوضاع، وهذا بالضبط ما حصل اليوم."
وشكك حميد في جدوى السعي لمعالجة الموقف بالقول: "أظن أن الأوان قد فات. حتى لو كان هناك رئيس مثالي سيقوم بعمل مثالي فهناك الكثير من الأضرار التي وقعت خلال السنوات الثلاث الماضية، ولهذا أقول أن التأخر والتردد في بعض الأحيان يكون لهما ثمن هائل."