دمشق، سوريا (CNN) -- دعت المعارضة السورية سكان قرى درزية مجاورة لمدينة درعا، التي يصفها المعارضون بـ"مهد الثورة" إلى "ضبط النفس وتجنب الفتنة" متهمة نظام الرئيس السوري بشار الأسد بمحاولة الإيقاع بين السنة والدروز في المنطقة، في حين أشارت تقارير إلى صد هجوم مسلحين على قرى درزية.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية قد ذكرت أن من وصفتهم بـ"الإرهابيين اعتدوا على "أهالي قرية داما ودير داما في ريف السويداء" التي يشكل الدروز غالبية سكانها، وقد قام الجيش ومجموعات الدفاع الشعبية والسكان بالتصدي لهم وأوقعوا في صفوفهم عددا من القتلى والاصابات، وذلك بعد يوم على مقتل تسعة أشخاص وجرح 20 بقصف بالهاون على قريتى داما وعريقة الواقعتين على الحدود الادارية بين درعا والسويداء.
ورد الائتلاف الوطني السوري المعارض على تلك التقارير الاثنين، إذ دعا عضو الائتلاف، جابر زعين، أهالي قرية الداما وجوارها إلى "ضبط النفس وتجنب الفتنة والتمسك بالوحدة الوطنية،" وعدم السماح لمن وصفهم بـ"أذناب نظام الأسد بإشعال فتيل الفتنة بين أهالي السهل والجبل اللذان يعتبران عائلة واحدة."
واعتبر زعين أن الأسد ومعاونيه "طالما سعوا للإيقاع" بين سكان الجبل (الدروز) والسهل (السنة) بغية توطيد الحكم الاستبدادي، وطالب زعين كلا الطرفين بـ"الاحتكام إلى العقل والوحدة الوطنية وعدم السماع لأصوات التفريق والقتل التي تنادي بها سياسة نظام الأسد وتبثّها بين السوريين من أجل التشويش على الصوت الحقيقي المنادي بإسقاطه".
كما نددت "الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني في السويداء" بالنزاع بين أهالي ما وصفته بالبيت الواحد، حيث جاء في بيان أشارت من خلاله بأصبع الاتهام لنظام الأسد "يأبى الرعاع الذين لا يفقهون إلا أن يوقظونها، ويحرضوا أبناء البيت الواحد في حوران السهل والجبل واللجاة".
من جانبها، قالت "مشيخة عقل دروز سوريا" التي تعتبر المرجعية الدينية الأعلى للدروز في البلاد، إن على أبناء الوطن "عدم الانجرار وراء الفتنة وعدم الاستماع إلى مثيريها، لأنها أشد من القتل ولا تؤدي الا للخراب والتدمير وازهاق الارواح وتهديم صروح العيش الكريم والوطن".
ودعت المشيخة "الأهل من مختلف أطياف المجتمع الى التمسك بشعار الاجداد ابان الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي - الدين لله والوطن للجميع - والتعامل مع بعضهم بروح الاخوة والتمسك بالقوانين والانظمة وتطبيقها على الجميع دون استثناء" وفقا لتعبيرها.
يشار إلى أن الدروز في سوريا حافظوا بشكل كبير خلال السنوات الماضية على حيادهم حيال الصراع الدائر في البلاد، وتتهم المعارضة النظام بمحاولة جرهم إلى المعركة ضمن سعيه لحشد الأقليات إلى جانبه.