دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال شوقي علام، مفتي الجمهورية المصرية إن هناك جذورا اقتصادية واجتماعية وثقافية للتطرف، منها الفقر والبطالة وأن الحل لهذه الظاهرة يكمن في التنمية الشاملة. بحسب ما ورد في بيان له على موقع دار الإفتاء المصرية.
وأوضح علام أن التطرف "يتشكل في ظل الفقر والبطالة وفى الأحياء العشوائية، وهي بيئة لا توفر ضرورات الحياة لمن يعيش فيها، ولا توفر له التعليم الكافي أو النسق الأخلاقي المناسب، مما يسهل اصطياده وتلقينه أفكارا خطيرة تنسب إلى الدين، والدين منها براء مثل تكفير المجتمع وتبرير العنف."
وأشار إلى أن الحل بحسب الدراسات العلمية هو في التنمية الشاملة كمدخل حقيقي لتصفية الفكر المتطرف، وأن توفير فرص العمل وضرورات الحياة تهيئ المجتمع للقدرة على محاصرة الفكر المتطرف.
وطالب مفتي مصر بجهد ثقافي "لنشر الوعي الديني للشباب والفئات المهمشة وتغذية وجدانهم بالقيم الدينية الصحيحة،" استكمالا للمعالجة الاقتصادية والاجتماعية التي تظل قاصرة لوحدها.
وأكد على دور وسائل الإعلام في تعريف الناس بما يعيشه المجتمع من مشكلات وأسبابها، وكيفية علاجها، "وتقديم المثل والقدوة الحسنة للناس، وشرح الدين على نحو صحيح ما يساعد الناس على السلوك القويم". مضيفا أننا لا يجب أن ننسى دور المدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة في القيام بدور أساسي في التربية والتنشئة بهذه القيم وبالفهم المستنير للدين.
وفيما يخص الإفتاء "إن دار الإفتاء المصرية ليست بمعزل عن هموم الشعب المصري وأن الفتاوى الصادرة عنها تعد ترجمة حقيقية للحراك الذي يحدث في المجتمع المصري بكافة شرائحه مؤكدا أن سبيل الخروج من حالة البلبلة الناجمة عن فتاوى غير المتأهلين هو تبصير جماهير المستفتين بثقافة الاستفتاء الصحيحة والرجوع إلى الشروط التي حددها الشرع فيمن يتصدى للفتوى، مشددا أن الفتوى دين وعلى كل طالب فتوى أن يبذل الجهد في التحري والتدقيق فيمن يأخذ عنه الدين والفتوى."
وأشار إلى الشروط التي يجب توفرها فيمن يصدر الفتوى ومنها "امتلاكه للعلم الشرعي، وهو ما يعبر عنه في واقعنا المعاصر بالتخصص" و أن يكون من يتعرض للإفتاء قد درس الفقه والأصول وقواعد الفقه دراسة مستفيضة، وإتقانه لمهارات الفتوى التي تتمثل في الوصل بين الواقع والمصادر الشرعية، مؤكداً "أن من أهم الأشياء التي يمكن أن نحصن بها الفتوى هو أن نعرف أن الفتوى ليست مجرد معارف وإنما صناعة ومهنة" وكل مهنة لها خصائصها التي تتميز بها عن غيرها من المهن، ولها المهارات التي لابد أن تتوفر فيمن يقومون بها، بحسب ما أوضح في البيان.