لندن، بريطانيا (CNN) -- قال ضابط رفيع المستوى عمل قبل تقاعده في صفوف الجيش الأمريكي، إن تنظيم داعش بسيطرته على مساحات شاسعة من الأرض ومنشآت نفطية وامتلاكه لآليات عسكرية تقليدية بات أكثر ضعفا مقارنة بتنظيم القاعدة، إذ يسهل استهداف المرافق الخاضعة لسيطرته، داعيا إلى تشكيل تحالف دولي يشبه التحالف الذي خاض حرب الخليج الأولى.
وقال اللواء الأمريكي المتقاعد، راسل هاورد، ردا على سؤال من CNN حول موقفه من طلب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، منع عودة الغربيين المقاتلين في صفوف التنظيمات المتشددة إلى الغرب: "رئيس الوزراء البريطاني محق في ما يذهب إليه، فهناك قرابة 500 من حملة جوازات السفر البريطانية يقاتلون في صفوف داعش وهناك مائة أمريكي أيضا، والمجموع العام للغربيين يصل إلى ثلاثة آلاف مقاتل."
وأضاف: "من المهم للغاية ليس أن نعرف هوية من يذهب إلى هناك فحسب، بل أن نعرف من سيعود أيضا لأننا أمام خطر حقيقي يهدد أوروبا والغرب."
وشدد هاورد على الحاجة لبناء تحالف دولي قائلا: "أتفق بالكامل مع وزير الخارجية، جون كيري، حول وجود حاجة لبناء تحالف دولي لأننا أمام مشكلة عالمية تتمثل باحتمال عودة هؤلاء إلى بلدانهم وقيامهم فيها بعمليات تشبه تلك التي يقومون بها في الغرب."
وتابع بالقول: "إذا رغب الرئيس باراك أوباما بتشكيل حلف دولي يشبه الحلف الذي شكله الرئيس جورج بوش الأب خلال حرب الخليج الأولى فسيكون ذلك أمرا جيدا، إذا شاركت كل الدول فيه، باستثناء اليابان التي قدمت مساهمات مالية، والدول المشاركة في ذلك الحلف هي الدول المعرضة اليوم لخطر عودة مقاتلي داعش إليها."
وحول مدى قوة التنظيم وفعالية الضربات الجوية قال هاورد: "البعض يرى أن تنظيم داعش بات أخطر اليوم، ولكنني أظن أنه بات أضعف لأنه بات يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي وكذلك بات لديه آليات عسكرية تقليدية ووضع يده على منشآت نفطية، وبالتالي فقد بات هناك مخزون أكبر من الأهداف التي يمكن للغرب ضربها، وذلك بخلاف ما كان الحال عليه مع تنظيم القاعدة الذي لم تكن خلاياه تسيطر على مساحات برية."
وأردف موضحا: "عندما تقوم قوة ما بالسيطرة على الأرض فعليها توفير الحماية لها، وعندما تسيطر على النفط فلا يمكنها الاستفادة منه دون تسويقه، وبالتالي فإن تنظيم داعش بات أكثر هشاشة اليوم ليس على الصعيد العسكري فحسب، بسبب الضربات الجوية، بل أيضا على الصعيد الاقتصادي بسبب وجود الكثير من الإجراءات التي يمكن القيام بها حياله."