لندن، بريطانيا (CNN) -- يمكن لمراقبي تسجيلات الفيديو الخاصة بتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش" الخروج بعدة استنتاجات حول طرق عمل التنظيم وأهدافه، ولكن من بين الملاحظات التي لا يمكن إلا التنبه لها، مدى تشابه بعض اللقطات مع أعمال أمريكية هوليوودية، ما يعكس مستوى التفكير المتطور لدى الجماعة الهادفة لضم مقاتلين أجانب.
ففي تسجيل الفيديو الخاص بلحظة قتل الصحفي الأمريكي، جميس فولي، عبر قطع رأسه، يظهر مشهد وكأنه يعيد تقليد مقطع من البرنامج التلفزيوني الأمريكي الشهير "هوملاند" الذي يتناول قضايا مكافحة الإرهاب، كما يظهر في مقطع آخر فيديو يقلد مقطعا شهيرا من فيلم "هارت لوكر" في حين يبدو التسجيل الخاص بداعش لصور طائرات دون طيار وكأنه مصمم ليشبه فيلم "زيرو دارك ثيرتي."
وقالت جينا جوردن، الأستاذة المساعدة لشؤون لدراسات العلاقات الدولية بجامعة جورجيا والخبيرة بشؤون الإرهاب في الشرق الأوسط، بمقابلة مع CNN: "هذه المشاهد تكشف لنا الكثير من المعلومات، وأظن أنها مقصودة، لقد استخدم تنظيم داعش الدعاية وتسجيلات الفيديو بطريقتين مختلفتين، الأولى تقوم على إنتاج أفلام تبث دعاية إيجابية مختلفة عن مشاهد الإعدام والقتل، وهدفها إرسال رسائل إيجابية حول أطفال سعداء ومناظر جيدة تهدف إلى جذب الناس للانضمام إلى التنظيم، في حين أن الطريقة الثانية تقوم على إنتاج تسجيلات سلبية للغاية، كتلك التي يظهر فيها قطع الرؤوس وأساليب القتل، والهدف منها جذب المقاتلين الأجانب، وهذا أمر مهم جدا للتنظيم حاليا."
وأضافت جوردن: "هناك محاولة لزيادة عدد العناصر وقاعدة الدعم، ويبدو أن هذه الطريقة فعالة، إذ جنّد التنظيم عشرة آلاف مقاتل جديد في العراق وسوريا مؤخرا."
وشككت جوردن في مدى نجاح التسجيلات المضادة التي تعرضها أجهزة الأمن الأمريكية لتحذير المتطوعين المحتملين في صفوف التنظيم قائلا: "تلك الفيديوهات قد لا تكون فاعلة حاليا، ولكنها قد تساعد على الأمد البعيد في خلق دعاية مضادة، وقد يكون لها آثر إيجابي لأنها تظهر للعنصر المتطوع في التنظيم أن الحياة لن تكون ردية بعد انضمامه إلى صفوفه والوصول إلى مناطق داعش وأن هناك الكثير من العنف والقتال الذي سيواجهه."
ولفتت جوردن إلى أن فيديوهات داعش "رفيعة المستوى وقد حصلت على إنتاج جيد" مضيفة: "هذا أمر جدير فعلا بالانتباه ويُظهر قدرات التنظيم التي تجاوزت مجرد الداعية، وكما تظهر التسجيلات حجم التمويل الذي تمتلكه الجماعة وبينتها التحتية القوية."