القاهرة، مصر (CNN)- بعد قليل من إعلان السلطات المصرية التوصل إلى عناصر التنظيم المسلح، الذي ظهر في إحدى ضواحي القاهرة مؤخراً، باسم "كتائب حلوان"، ظهرت جماعة جديدة أطلقت على نفسها اسم "ضنك"، هددت بما وصفتها "ثورة الغلابة" في مصر.
وذكرت حركة "ضنك"، التي يعني اسمها باللهجة المصرية "الفقر الشديد"، عبر مقطع مصور نُشر على عدة مواقع بشبكة الإنترنت، أنها تمثل "صوت الضعفاء والفقراء الذين يموتون يومياً من الفقر والجوع"، وقالت إنها تحمل "مطالب الملايين من أبناء الشعب المصري."
وظهر في الفيديو، الذي لم يمكن لـCNN بالعربية التأكد من مصداقيته بشكل مستقل، مجموعة من خمسة أشخاص يضعون أقنعة على وجوههم، تحدث أحدهم عن تشكيل "ضنك"، قائلاً إنها "أصبحت حالة من الحراك النوعي والقومي المتزايد في الشارع المصري."
وأشار إلى عدد من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية مؤخراً، خاصةً تلك المتعلقة برفع الدعم عن الوقود والسلع التموينية، والتي أدت إلى غلاء الأسعار، وانتشار البلطجة، وكذلك مشكلة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، مما تسبب في "تجويع الشعب ونشر الأمراض."
وبينما أعلن المتحدث، الذي لم يكشف عن هويته، عن "تشكيل مكتب تنفيذي وتشكيل هيكل لحركة ضنك في أغلب محافظات مصر"، فقد شدد على قوله: "ليس لدينا أيديولوجيات فكرية أو أطماع سياسية"، إلا أنه وصف حركة "ضنك" بأنها "حركة وطنية غاضبة."
ووجهت الحركة تحذيراً ضمنياً إلى الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، دون أن تذكره بالاسم، حيث قال المتحدث في مقطع الفيديو: "بدأنا نضالاً وطنياً حقيقياً بأهداف واضحة وخطوات ثابتة، فليس أمامكم خيار إلا الاستجابة لمطالب الملايين من المصريين."
وتابع: "ليس هناك مكان لحاكم في مصر إلا حاكم يحقق مطالب الشعب.. فاعتبروا بمن سبق، وانتظروا منا ما لا تتوقعون، لأننا سنسجل ملحمة وطنية.. تحمل هموم هذا الشعب، ولن تنتهي إلا بتحقيق مطالبه في الحرية والعيش الكريم"، واختتم حديثه بقوله: "9/9 موعدنا.. ثورة الغلابة ضد العصابة"، على حد قوله.
وقبل قليل من موعد "ثورة الغلابة"، التي دعت إليها الحركة، أعلنت وزارة الداخلية أن أجهزة الأمن تمكنت من التوصل إلى شخصية "الملثمين" الذين ظهروا في شريط فيديو تحت مسمى حركة "ضنك"، يهددون من خلاله النظام الحاكم، وقوات الأمن، وإعلاميين بمحافظة السويس.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر أمني أن من بين الشباب الثلاثة الذين ظهروا في الفيديو، شخص يُدعى "محمد س. أ."، يبلغ من العمر 22 عاماً، مشيراً إلى أنه "عضو بجماعة الإخوان، وتم القبض منذ أيام على شقيقه ووالده المفصولين من إدارة الجمارك في السويس وبورسعيد، لسوء سلوكهما."
وأضاف المصدر نفسه أنه تم العثور على "مخزن لزجاجات المولوتوف، وأسلحة نارية وبيضاء، وكميات من الألعاب النارية والشماريخ، التي تستخدم في الاعتداء على قوات الأمن"، بمنزل والد وشقيق المتهم بتشكيل حركة "ضنك"، وفق ما أورد موقع "أخبار مصر" الرسمي.
وأشار المصدر الأمني إلى أن "الشخصين الآخرين، اللذين ظهرا في تسجيل الفيديو، أحدهما طالب، والثاني نجل عضو بجماعة الإخوان، وتم تحديد هوياتهما."
من جانبه، قال مدير أمن السويس، اللواء طارق الجزار، إنه سيتم القبض على المتهمين أعضاء ما يسمى حركة "ضنك"، مشيرا إلى أنهم "يحاولون استخدام الإعلام البديل لبث معلومات مغلوطة، وعرض بطولات غير حقيقية، من أجل التأكيد على تواجدهم على الساحة السياسية."
وكانت وزارة الداخلية قد ذكرت، أواخر أغسطس/ آب الماضي، أن الأجهزة الأمنية تمكنت من تحديد عناصر التنظيم المسلح، المعروف باسم "كتائب حلوان"، الذي أعلن مسؤوليته عن عدد من أعمال العنف التي شهدتها العاصمة المصرية القاهرة مؤخراً.
ونشر التنظيم، الذي ربطته السلطات أيضاً بجماعة "الإخوان المسلمين"، مقطعاً مصوراً على شبكة الإنترنت، تضمن "تهديدات بارتكاب أعمال عدائية ضد المنشآت العامة، ورجال الشرطة والقوات المسلحة، والإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر."