دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تضاربت التقارير حول مسار الأحداث في العاصمة السورية، دمشق، إذ أكدت مصادر المعارضة فك الحصار بشكل جزئي عن الغوطتين الشرقية والغربية، واقتحام أحياء في العاصمة دمشق لخوض اشتباكات مع القوات الحكومية فيها، في حين نفت المصادر الرسمية السورية تلك التطورات التي تأتي بعد ساعات على موافقة المعارضة على خطة البيت الأبيض لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"
وقال المعارض السوري، بسام جعارة، في سلسلة تغريدات عبر حسابه بموقع "تويتر": "الحمد لله فك الحصار عن الغوطتين وقتال في بعض أحياء دمشق .. التجارة وباب شرقي والصناعة.. (منطقة) الكباس حررت.. الساقط سيسقط إن شاء الله.. إذا استمر الشباب في اندفاعتهم بدمشق كما هو الحال الآن فابشروا خيرا."
وأشار جعارة إلى أن الرئيس السوري، بشار الأسد "سحب قوات من القلمون لمنع حدوث اختراق كبير بدمشق" مضيفا أن محلات في حي الشعلان بدمشق أغلقت أبوابها بعد تعرض المنطقة لقصف بقذائف الهاون وختم بالقول: "إن شاء الله يتحول حصار الغوطة الذي تم فكه بشكل جزئي إلى حصار للمجرم وعصابته.. لنرى بعد ذلك الهروب الكبير.. إلى جهنم."
من جانبها، عرضت وكالة الأنباء السورية الرسمية ما قالت إنها جولة ميدانية مصورة في حي الكباس الذي قالت إنه "مجاور لحي الدخانية الذي تسللت إليه تنظيمات إرهابية مسلحة وقامت باعتداءات على ساكنيه" وفق تعبيرها، مضيفة أن الجيش "فرض طوقا شبه كامل على الدخانية وقضى على العديد من الإرهابيين."
ولم تشر الوكالة إلى الأنباء حول فك الحصار عن الغوطتين، واكتفت بالقول إن الجيش "وسع عملياته في جوبر (حي بدمشق يخضع لسيطرة المعارضة) وضيق الخناق على التنظيمات الإرهابية المسلحة" وهو الوصف الذي تستخدمه السلطات السورية لقوى المعارضة.
المعارضة السورية ترحب بعرض أوباما.. وتذكّر بدور الأسد
من جانبه، رحب هادي البحرة، رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، تعليقا على خطاب الرئيس الأمريكي الذي دعا فيه لتسليح ودعم الجيش الحر من أجل مقاتلة داعش، مشددا على أن الغارات الجوية ضد التنظيمات المتشددة بحاجة إلى "قوة عسكرية على الأرض جيدة التدريب والتسليح" وأضاف: "نرحب بتعهد (أمريك) بتعزيز برامج تدريب وتسليح الجيش الحر بما يساعده على إنهاء تهديد داعش وسائر أشكال الإرهاب في سوريا، بما فيها نظام الأسد."
وتابع البحرة بالقول: "المعركة مع داعش هي جزء من عدة جبهات حربية مفتوحة بسوريا. لقد ساهم نظام الأسد بقمعه وسوء إدارته على توفير الظروف التي تسمح لداعش بالتحول إلى تهديد عالمي، والائتلاف السوري مستعد للتعاون مع المجتمع الدولي، ليس لإلحاق الهزيمة بداعش فحسب، بل ولإطاحة نظام الأسد واستبداله بحكومة معتدلة قادرة على مكافحة التطرف على الأمد البعيد."
كما أصدر الائتلاف بيانا شدد فيه على أنه "حذر طويلا" من خطر جماعة داعش مضيفا: "لقد أدرك الجيش الحر المدى الذي يمكن أن يصل إليه المتشددون في داعش من أجل نشر أفكارهم الشريرة، وقد قاتل داعش وهزمه وطرد عناصره من مناطق واسعة بالشمال السوري مطلع العام الجاري، وهو قادر على مواصلة النجاح، ولكنه بحاجة للدعم الذي يجعل منه القوة الحامية للشعب السوري ضد التطرق والطغيان."
وحض الائتلاف الكونغرس على قبول خطة أوباما لتسليح المعارضة السورية بأسرع وقت ممكن، مشددا على ضرورة أن يعي العالم بأن نظام الأسد "هو مصدر العنف والوحشية في سوريا وهو مصدر تهديد لاستقرار المنطقة" محملا النظام مسؤولية مقتل أكثر من 190 ألف سوري، بدعم من ميلشيات من العراق ولبنان.