القاهرة، مصر (CNN)-- في الوقت الذي يستعد فيه أعضاء بارزون بجماعة الإخوان المسلمين، لمغادرة العاصمة القطرية الدوحة، وعلى رأسهم الداعية الإسلامي وجدى غنيم، فان مراقبون رجحوا بأن يكون الأمر على غير رغبتهم، ذلك في الوقت الذى لم تعلن فيه السلطات هناك لموقفها بشكل رسمي.
ونقلت وسائل أعلام مصرية أن النائب العام المصري المستشار هشام بركات كلف إدارة التعاون الدولي بالنيابة العامة، بمخاطبة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول"، لملاحقة قيادات وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، الهاربين خارج البلاد، والمطلوبين على ذمة تحقيقات قضائية.
وقال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، المتواجد بدولة قطر، حمزة زوبع إن الدوحة لم تطرد قيادات جماعة الإخوان المسلمين أو تطلب منهم مغادرة البلاد، وذلك بعد إعلان الشيخ وجدي غنيم نقل دعوته خارج دولة قطر.
وأضاف زوبع والمدرج أسمه ضمن القيادات الإخوانية التي ستغادر الدوحة بحسب التقارير الإعلامية بالقاهرة في تصريح خاص لموقع CNN بالعربية "هناك اجتماعات تتم بشأن هذا الأمر، ولكن مغادرة رموز للجماعة من دولة قطر، لأسباب تتعلق باستشعارهم الحرج دون أن يوضح التفاصيل."
وطالبت السلطات المصرية دولة قطر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بتسليم رموز جماعة الإخوان المتواجدين لديها لتسليمهم للمحاكمة الجنائية، كما صدر حكم قضائي بوقف بث قناة الجزيرة واعتبارها قناة عدائية.
وقال الداعية وجدي غنيم في مقطع فيديو "قررت بفضل الله تبارك وتعالى، أن أنقل دعوتي خارج قطر الحبيبة، حتى لا أسبب أي ضيق أو حرج أو مشاكل لإخواني الأعزاء في قطر، جزاهم الله عنا وعن الإسلام وعن المسلمين كل خير."
وقال القيادي بحزب الوفد طارق السباق في تصريح لموقع CNN بالعربية، حول اعتزام رموز وقيادات من جماعة الإخوان المسلمين، ومنتمين للجماعة الإسلامية مغادرة الدوحة، "أعتقد بأنه على غير رغبتهم، وانه جاء بعد إعلان السعودية والإمارات عن قطع العلاقات مع دولة قطر وسحب السفراء."
وأضاف بأنه يأتي في توقيت تسعى فيه الولايات المتحدة لكسب تأييد ودعم مصر ودول الخليج وبعض دول أخرى لشن حملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد في العراق وسوريا المسمى بداعش، والذي يحظى بتأييد جماعة الإخوان المسلمين حيث يرفض تنظيمها الدولي للحرب عليها على حد قوله.
وتابع قائلا: "إن دولة قطر بها أكبر قاعدة أمريكية ووجود رموز تنظيم الإخوان المؤيد للدولة الإسلامية فى العراق وسوريا سيكون أمرا غير مقبول."
وأضاف بأن رموز الإخوان المتواجدة بقطر قد تجد في تونس وتركيا ملاذ امن لهم لاسيما وأن أنقرة ربما مشاركتها حتى بشكل شبه رمزي في التحالف الأمريكي غير واضح.
من جهته قال المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية صبحى عسيلة في تصريح لـCNN إن قرار مغادرة رموز إخوانية للعاصمة الدوحة كان إجباريا ولم يكن قرارهم أو قرار دولة قطر، ولكنه نتيجة للضغوط الخليجية و الأمريكية بضرورة التخلص من مساندة ودعم وتمويل متهمين بالإرهاب في دولهم.
ورجح عسيلة بأن تقوم دولة قطر باتخاذ خطوات أخرى تجاه الإخوان لديها ولن يكون الإجراء الأخير، موضحا أن ما أعلنه الداعية الإخواني وجدى غنيم بأن أرض الله واسعة، "الإخوان قد لا يجدوا ملاذ أمن حيث تتعرض تركيا أيضا إلى ضغوط كثيرة شان دولة قطر، كما يصعب عليهم الذهاب إلى ليبيا أو السودان أو حتى لندن و التي بدأت أيضا تضيق الخناق على رموز الإخوان لديها."